فأخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا ابن اللتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صالح، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن حبان التميمي قال: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها، حتى كأن السنن كلها بين عينيه إلا محمد بن إسحاق.
٤٠ - محمد بن زكريا الرازي، الطبيب العلامة في علم الأوائل، وصاحب المصنفات المشهورة المنتشرة، أبو بكر.
توفي ببغداد، وكان على مارستان بغداد في زمن المكتفي. وكان في صباه مغنيًا بالعود، ثم أقبل على قراءة كتب الفلسفة والطب، فبلغ فيه الغاية.
صنف الحاوي في نحو ثلاثين مجلدًا في الطب، وكتاب الجامع وهو كبير، وكتاب الأعصاب، والمنصوري، وغير ذلك.
وطال عمره، وقيل: إنه إنما اشتغل بعد أن صار ابن أربعين سنة، وأضر في آخر عمره، وكان اشتغاله على أبي الحسن علي بن ربن (١) الطبري صاحب التصانيف الطبية.
٤١ - محمد بن شادل بن علي، أبو العباس النيسابوري، مولى بني هاشم.
كف بصره بعد الثمانين.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وأبا مصعب، وهناد بن السري، ولوينًا. وعنه: أحمد بن الخضر، وعبد الله بن سعد، ويوسف الميانجي، وأحمد بن سهل الأنصاري، والشيوخ بعدهم.
وقال طاهر بن أحمد الوراق: إنه نيف على المائة سنة، وتوفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة، وإنه كان يختم القرآن في كل يوم.
وقال غيره: توفي في صفر سنة تسعٍ، فالله أعلم.
(١) قيده المصنف في المشتبه ٣٠٧. وينظر توضيح ابن ناصر الدين ٤/ ١٣٢. أما الأمير في الإكمال (٤/ ٢١) والفيروزآبادي في (ربن) من القاموس فقد خففا الباء الموحدة المفتوحة.