لا غرو إن أشرقت مضاجعه فإنها من منازل القمر وذكره أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل، وأنه ولي الوزارة بمدينة إربل مدة.
وذكره العماد الكاتب في كتاب نصرة الفترة وعصرة القطرة، وهو تاريخ الدولة السلجوقية، وذكر أنه كان ينعت بالأستاذ، وكان وزير السلطان مسعود بالموصل، وأنه لما جرى المصاف بين مسعود وبين أخيه السلطان محمود بقرب همذان، فكانت النصرة لمحمود، وانهزم مسعود، أسر الطغرائي، وذبح بين يدي محمود، وذلك في ربيع الأول سنة أربع عشرة. وقيل: في سنة ثلاث عشرة، وجاوز ستين سنة، وقيل: قتله طغرل أخو محمود بيده.
١٣٣ - الحسين بن محمد بن فيره بن حيون بن سكرة، أبو علي الصدفي السرقسطي الأندلسي الحافظ.
أخذ ببلده عن: أبي الوليد الباجي، وغيره، ورحل فسمع ببلنسية من أبي العباس بن دلهاث، وبالمرية من محمد بن سعدون القروي الفقيه، وحج سنة إحدى وثمانين، ودخل بمصر على أبي إسحاق الحبال، وقد منعه المستنصر العبيدي الرافضي من التحديث، قال: فأول ما فاتحته الكلام أجابني على غير سؤالي، حذرًا أن أكون مدسوسًا عليه، حتى بسطته وأعلمته أنني من أهل الأندلس أريد الحج، فأجاز لي لفظًا وامتنع من غير ذلك. وأخبرني أن مولده سنة إحدى وتسعين، وأنه سمع من عبد الغني بن سعيد سنة سبع وأربعمائة. وإنه توفي سنة ثمان.
ورحل أبو علي إلى العراق، فسمع بالبصرة من: جعفر بن محمد بن الفضل العباداني، وعبد الملك بن شغبة، وبالأنبار: الخطيب أبا الحسن علي بن محمد بن محمد الأقطع، وببغداد: علي بن الحسين بن قريش أبا الحسن صاحب ابن الصلت الأهوازي، وعاصم بن الحسن الأديب، وأبا عبد الله الحميدي، ومالك بن أحمد البانياسي، وبواسط: أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن أحمولة.