للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢٠ - محمد بن يوسف بن محمد، أبو عبد الله النيسابوري ثم البغدادي الكاتب، المعروف بابن المنتجب.

قرأ الأدب على الحسن بن علي بن عبيدة الكرخي. وكان أبوه صوفيًا فقيه مكتب، فنشأ له سعد الدين أبو عبد الله هذا، وبرع في الخط حتى كان جماعة من الفضلاء يفضلون خطه في النسخ على ابن البواب.

قال ابن النجار: كان أديبًا فاضلًا، له معرفة بالنحو، وكان ضنينًا بخطه جدًا، وكتب الخط المنسوب، وكتب الناس عليه. وتوفي في ذي الحجة شابًا.

٤٢١ - محمد بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك، العلامة عماد الدين أبو حامد بن يونس الإربلي الأصل الموصلي الفقيه الشافعي.

ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وتفقه بالموصل على والده، ثم سار إلى بغداد، وتفقه بها بالنظامية على السديد محمد السلماسي، وأبي المحاسن يوسف بن بندار الدمشقي، وسمع الحديث من أبي حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطي، وعبد الرحمن بن محمد الكشميهني. وعاد إلى الموصل، ودرس بها في عدة مدارس، وعلا صيته، وشاع ذكره، وقصده الفقهاء من البلاد، وتخرج به خلق.

قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: كان إمام وقته في المذهب والأصول والخلاف، وكان له صيت عظيم في زمانه، صنف المحيط وجمع فيه بين المهذب والوسيط، وشرح الوجيز، وصنف جدلًا، وعقيدة، وغير ذلك وتوجه رسولًا إلى الخليفة غير مرة، وولي قضاء الموصل خمسة أشهر ثم عزل، وذلك في صفر سنة ثلاث وتسعين، فولي بعده ضياء الدين القاسم بن يحيى الشهرزوري. وكان شديد الورع والتقشف، فيه وسوسة لا يمس القلم للكتابة إلا ويغسل يده. وكان لطيف الخلوة، دمث الأخلاق، كثير المباطنة لنور الدين صاحب الموصل يرجع إليه، ويشاوره، فلم يزل معه حتى نقله من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي، فلما توفي توجه الشيخ عماد

<<  <  ج: ص:  >  >>