للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: كأن هذا بقي إلى قرب الست مائة، فإن ابنه الفقيه أحمد بن محمد بن إبراهيم بن التابلان المنبجي سمع منه شيخنا الشهاب الدشتي بمنبج، وهو يروي عن التاج الكندي.

٣٨٧ - محمد بن عبد الله بن محمد الغرناطي أبو عبد الله ابن الغاسل.

سمع أبا عبد الله النميري وصحبه زمانًا، ورحل معه فلقي أبا الحسن ابن الباذش، وقرأ بالروايات على شريح، وسمع أيضًا: أبا الحسن بن مغيث، وأجاز له ابن عتّاب.

وكان مقرئًا، محدّثًا، ضابطًا.

توفي سنة نيّف وسبعين (١).

٣٨٨ - محمد بن عبد العزيز، الفقيه أبو عبد الله الإربلي، الشافعي.

قدم بغداد، وتفقه بالنظامية، وبرع في المذهب. وولي إعادة النظامية، ومن شعره، وكتبه عنه عبد السلام بن يوسف الدمشقي:

رُوَيدك فالدنيا الدَّنية كم دَنَتْ … بمكروهها من أهلها وصحابها

لقد فاق فِي الآفاق كل موفق … أفاقَ بها من سكره وصحا بها

فسَلْ جامعَ الأموالِ فِيهَا بِحِرْصه … أخَلَّفَها من بعده أمْ سَرَى بها؟

هِيَ الآل فاحذَرْها وذرها لآلها … فما الآل إلَّا لمعة من سرابها

وكم أسّد سادّ البرايا ببره … ولو نابها خَطْب إذا ما دَنَى بها

فأصبح فِيهَا عبرةً لأولي النُّهى … بمخلبها قد مزَّقَتْه ونابها (٢)

قال ابن النجار: بلغني أنْ أَبَا عَبْد اللَّه الإربلي سافر إلى الشام ومات هناك فِي حدود سنة ثمانين وخمس مائة.

٣٨٩ - محمد بن علي بن عبد الله بن علي، أبو بكر البتمّاري (٣)


(١) من تكملة ابن الأبار ٢/ ٤٤ - ٤٥.
(٢) الأبيات في الوافي ٣/ ٢٦٠.
(٣) منسوب إلى "بتمار" من قرى النهروان ببغداد. وهذا التقييد الذي قيدناه هو تقييد أبي سعد السمعاني في الأنساب حيث قال: "بفتح الباء وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد الميم المفتوحة وفي أخرها الراء". وتابعه على ذلك عز الدين ابن الأثير في