أصحاب أبي عثمان. قعد في حلقة الشبلي، وقد حلق ووضع رأسه على ركبتيه، فصفعه الشبلي، فلم يرفع رأسه وقال: لبيك. فأخذ الشبلي يعتذر إليه. فقال: هو لا ذا ولا ذاك. فقال الشبلي: ورد علينا من أرانا قيمتنا.
قال الحاكم: هو من كبار مشايخ الصوفية، وممن جرى له ببغداد مع الشبلي مناظراتٌ كثيرة. وكان يغشانا أيام والدي، وكان يحفظ حديثاً قرأه علي مرات، سمعه من محمد بن منده، عن بكر بن بكار، وتوفي في جمادى الآخرة. وقد صحب أبا عثمان الحيري.
١٨٥ - محمد بن عمر بن حفص النيسابوري، لا الجورجيري، ذاك تقدم ذكره سنة ثلاثين. أبو بكر السمسار الزاهد.
كان لا يشتغل إلا بالصلاة والتلاوة، والصلاة على الجنائز. سمع: إسحاق بن عبد الله بن رزين، وسهل بن عمار. روى عنه: أبو الحسين الحجاجي، وأبو إسحاق المزكي، وابن محمش، وأبو عبد الله بن منده.
توفي في شوال، وله اثنتان وتسعون سنة. وشيعه خلق كجمع يوم العيد.
وكان في مكسب عظيم فتركه.
١٨٦ - محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر الصولي البغدادي.
أحد الأدباء المتفننين في الآداب والأخبار والشعر والتواريخ. حدث عن: أبي داود السجستاني، والكديمي، والمبرد، وثعلب، وأبي العيناء.
وكان حاذقاً بتصنيف الكتب. نادم عدةً من الخلفاء، وصنف أخبار الخلفاء وأخبار الشعراء والوزراء. وكان حسن الاعتقاد، مقبول القول. وكان جده صول من ملوك جرجان.
روى عنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن ابن الجندي، وأبو الحسين بن جميع، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وعلي بن القاسم، والحسين الغضائري.