للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدث عن: ابن اللتي وغيره وسمع منه الطلبة ومات في ذي القعدة بالجبل.

٥٢٤ - محمد ابن العفيف سليمان بن علي، التلمساني، الأديب، شمس الدين، الشاعر ابن الشاعر.

تعانى الكتابة، وولي عمالة الخزانة. ومات شاباً وكان فيه عشرة ولعب وخلاعة. وله شعر في غاية الحسن. مات في رجب.

ومن شعره (١).

ما أنت عندي والقضيـ … ـب اللّدن في حدٍّ سوى

هذاك حرّكه الهوا … ء وأنت حرّكت الهوى

وله:

مولاي إنّا فِي جوارك خمسةٌ … بتنا ببيتٍ ما بِهِ مصباح

ما فِيهِ لا لحم ولا خُبز ولا … ماء ولا شيء لَهُ نرتاح

ما فاتنا إلا التّخلّل بالعبا … فجسومنا لعبت بها الأرواح

كلّ تراه فِي (٢) الكآبة والطّوَى … شَبحاً فنحن الخمسة الأشباح

وله:

دمي للهوى إنْ كان يرضي الهوى حل … فعدلك لا ربطٌ لديه ولا حلُّ

إليك وما موّهت عني فإنما التـ … ـتجاهل عند العارفين بِهِ جهلُ

تحدّث فِي النادي بذكري وذكرها … وصار لأهل الحيّ من أمرنا شغلُ

طريدٌ ولي مأوى مباحٌ ولي حمى … وحيدٌ ولي صحبٌ غريبٌ ولي أهلُ

وله:

لي من جمالك شاهدٌ وكفيلُ … أني عَنِ الأشواق لست أحولُ

ما بال خدّك جار فِي تقسيمه … لي نارهُ ولغيري التقبيلُ

يا من تقاصَرَ ليلُه لسروره … ليلي بحُزن الوجد فيك طويلُ

غادرتني بحشى يذوب ومُقلة … عبرَى وجسم خطّهُ التعليلُ.

فِي كلّ جفن للتسهّد موطنٌ … وبكلّ خدِّ للدموع مسيلُ


(١) ديوانه ٢٨٥ (تحقيق شاكر هادي شكر - النجف ١٩٦٧).
(٢) كتب المصنف في الحاشية: "خ: من" أي: هو كذلك في نسخة أخرى.