للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منذ ولاه، والله لأن تخرج نفس أمير المؤمنين أحب إلي من أن تخرج نفس هذا الذباب، قلت: سبحان الله! قال: هو في نعم الله في عنايته بالخاصة والعامة، ولست آمن عليه أن يجيئه بعض ما يصرفه عن دينه.

وقال عبد الله بن صالح: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عمر بن عبد العزيز: لولا أن أكون زين لي من أمر عبد الملك ما يزين في عين الوالد لرأيته أهلا للخلافة.

وقال جويرية: حدثنا نافع قال: قال عبد الملك بن عمر لأبيه: ما يمنعك أن تمضي للذي تريد؟ والذي نفسي بيده ما أبالي لو غلت بي وبك القدور. فقال: الحمد لله الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على هذا الأمر، يا بني لو تأهب الناس بالذي تقول لم آمن أن ينكروها فإذا أنكروها لم أجد بدا من السيف، ولا خير في خيرٍ لا يجيء إلا بالسيف، إني أروض الناس رياضة الصعب، فإن يطل بي عمر، فإني أرجو أن ينفذ الله مشيئتي، وإن تغدو علي منية فقد علم الله الذي أريد.

وقال حسين الجعفي، عن محمد بن أبان قال: جمع عمر بن عبد العزيز قراء أهل الشام؛ فيهم ابن أبي زكريا الخزاعي، فقال: إني جمعتكم لأمر قد أهمني، هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، ما ترون فيها؟ فقالوا: ما نرى وزرها إلا على من اغتصبها. فقال لابنه عبد الملك: ما ترى؟ قال: ما أرى من قدر على ردها فلم يردها والذي اغتصبها إلا سواء. فقال: صدقت، أي بني، الحمد لله الذي جعل لي وزيرا من أهلي؛ عبد الملك ابني.

وقال سفيان الثوري: قال عمر بن عبد العزيز لابنه: كيف تجدك؟ قال: في الموت. قال: لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك، فقال: والله يا أبه، لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب.

قيل: إنه عاش تسع عشرة سنة، ومات سنة مائة أو نحوها، وله حكايات في زهده وخوفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>