وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل: قدم محمد بن إسماعيل الري سنة خمسين ومائتين، وسمع منه: أبي، وأبو زرعة؛ وتركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق.
وقال أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ: سمعت بعض أصحابنا يقول: لما قدم البخاري بخارى نصب له القباب على فرسخ من البلد، واستقبله عامة أهل البلد ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير، فبقي أياماً، فكتب محمد بن يحيى الذهلي إلى أمير بخارى خالد بن أحمد: إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة. فقرأ كتابه على أهل بخارى، فقالوا: لا نفارقه. فأمره الأمير بالخروج من البلد، فخرج.
قال أحمد بن منصور: فحدثني بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال: رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى، فقلت: يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك؟ فقال: لا أبالي إذا سلم ديني. فخرج إلى بيكند، فسار الناس معه حزبين: حزب له وحزب عليه، إلى أن كتب إليه أهل سمرقند، فسألوه أن يقدم عليهم، فقدم إلى أن وصل بعض قرى سمرقند، فوقع بين أهل سمرقند فتنة بسببه. قوم يريدون إدخاله البلد، وقوم يأبون، إلى أن اتفقوا على دخوله. فاتصل به ما وقع بينهم، فخرج يريد أن يركب، فلما استوى على دابته، قال: اللهم خر لي، ثلاثاً، فسقط ميتاً. وحضره أهل سمرقند بأجمعهم.
هذه حكاية منقطعة شاذة.
وقال بكر بن منير بن خليد البخاري: بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي متولي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع، والتاريخ، وغيرهما لأسمع منك. فقال لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت له إلى شيء منه حاجة فليحضر في مسجدي أو في داري. وإن لم يعجبه هذا فإنه سلطان، فليمنعني من الجلوس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما.
وقال أبو بكر بن أبي عمرو البخاري: كان سبب منافرة البخاري أن خالد