للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٦ - أحمد بن محمد بن منصور بن القاسم بن مختار، القاضي، العلامة، ناصر الدين، ابن المنير الجذامي، الجروي، الإسكندراني، المالكي، قاضي الإسكندرية وعالمها وأخو شيخنا زين الدين علي.

ولد سنة عشرين وستمائة، كان مع علومه له يدٌ طولى في الأدب وفنونه، وله مصنفات مفيدة، وكنيته أبو العباس ابن الإمام العدل وجيه الدين أبي المعالي بن أبي علي، وقد ذكر أبوه في سنة ست وخمسين.

ولناصر الدين ديوان خُطب، وله تفسير حديث الإسراء في مجلد، على طريقة المتكلمين لا على طريقة السلف، وله تفسير نفيس، وهو سبط الصاحب نجيب الدين أحمد بن فارس، فالشيخ كمال الدين ابن فارس شيخ القراء خاله، وقد سمع الحديث من أبيه، ومن: يوسف ابن المخيلي، وابن رواج وغيرهم، وكان لا يناظر تعظيماً لفضيلته، بل تورد الأسولة بين يديه، ثم يسمع ما يجيب فيها، وله تأليف على تراجم صحيح البخاري، وقد ولي قضاء الإسكندرية وخطابتها مرتين، درس بعدة مدارس.

وقيل: إن الشيخ عز الدين ابن عبد السلام كان يقول: ديار مصر تفتخر برجلين في طرفيها، ابن المنير بالإسكندرية، وابن دقيق العيد بقوص.

وله خطبة خطب بها لما دخل هولاكو الشام.

الحمد لله الذي يرحم العيون إذا دمعت، والقلوب إذا خشعت، والنفوس إذا خضعت، والعزائم إذا اجتمعت، الموجود إذا الأسباب انقطعت، المقصود إذا الأبواب امتنعت، اللطيف إذا صدمت الخطوب وصدعت، رُبَّ أقضيةٍ نزلت فما تقدمت حتى جاءت ألطافٌ دفعت، فسبحان من وسعت رحمته كلَّ شيء، وحقّ لها إذا وسِعت، وسعت إلى طاعته السماوات والأرض حين قال {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} فأطاعت وسمعت، أحمده لصفاتٍ بهرت، وأشكره على نعمٍ ظهرت، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً عن اليقين صدرت، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه والفتنة قد

<<  <  ج: ص:  >  >>