قال: وقال خازنه: اجتمع في خزائنه من الأموال ما لم يسمع أنه اجتمع في خزائن أحد من الملوك الأكاسرة، وقلت له يوماً: حصل في خزائنك ألف ثوب ديباج أطلس، وأحب أن تبصرها، فسكت، فأبرزت جميعها فحمد الله، ثم قال: يقبح بمثلي أن يقال: مال إلى المال. وأذن للأمراء في الدخول، فدخلوا عليه، ففرق عليهم الثياب وانصرفوا. قال: واجتمع عنده من الجواهر ألف وثلاثون رطلًا، ولم يسمع عند أحد من الملوك ما يقارب هذا.
وقال ابن خلكان: ولم يزل أمره في ازدياد إلى أن ظهرت عليه الغز في سنة ثمان وأربعين، وهي واقعة مشهورة استشهد فيها الفقيه محمد بن يحيى فكسروه وانحل نظام ملكه، وملكوا نيسابور، وقتلوا بها خلقًا كثيرًا، وأسروا السلطان سنجر، وأقام في أسرهم خمس سنين.
قلت: بل بقي في أسرهم ثلاث سنين وأربعة أشهر.
وتغلب خوارزم شاه على مرو، يعني بعده، وتفرقت مملكة خراسان، قال: ثم إن السلطان سنجر أفلت من الأسر وعاد إلى خراسان، وتوفي في رابع عشر ربيع الأول سنة اثنتين بعد خلاصه من الأسر، وانقطع بموته استبداد الملوك السلجوقية بخراسان، واستولى على أكثر مملكته السلطان خوارزم شاه آتسز بن محمد بن نوشتكين.
وقال ابن السمعاني: توفي في رابع وعشرين ربيع الأول، وهو الصحيح. وأظن ذلك غلطًا من الناسخ. ودفن في قبة بناها وسماها دار الآخرة.
قال ابن الجوزي: ولما بلغ خبر موته إلى بغداد قطعت خطبته، ولم يعقد له العزاء، فجلست امرأة سليمان للعزاء، فرآها المقتفي بالله وأقامها.
وقال ابن السمعاني: تسلطن بعده ابن أخته الخاقان محمود بن محمد بن بغراخان.