للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عكرمة عن أبي هريرة قال: ما احتذى النعال ولا ركب المطايا بعد رسول الله أفضل من جعفر، وكنا نسميه أبا المساكين (١).

وقال مجالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن جعفر قال: ما سألت عليا شيئا بحق جعفر إلا أعطانيه.

وعن ابن عمر قال: وجدت في مقدم جسد جعفر يوم مؤتة بضعا وأربعين ضربة. ولما قدم جعفر من الحبشة عند فتح خيبر، روي أن النبي اعتنقه وقال: ما أدري أنا أسر بقدوم جعفر أو بفتح خيبر (٢).

وقال مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر، قال: لما نعى رسول الله جعفرا أتانا فقال: أخرجوا إلي بني أخي. فأخرجتنا أمنا أغيلمة ثلاثة كأنهم أفرخ: عبد الله، وعون، ومحمد.

ترجمة زيد بن حارثة (٣)

وأما أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي حب رسول الله وأول من آمن به من الموالي؛ فإنه من كبار السابقين الأولين وكان من الرماة المذكورين. آخى رسول الله بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، وعاش خمسا وخمسين سنة، وهو الذي سمى الله في كتابه في قوله: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا﴾ يعني من زينب بنت جحش: ﴿زَوَّجْنَاكَهَا﴾ وكان المسلمون يدعونه زيد ابن النبي حتى نزلت: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾ وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾


(١) أخرجه أحمد ٢/ ٤١٣، والترمذي (٣٧٦٤)، والنسائي في فضائل الصحابة (٥٤)، وانظر المسند الجامع حديث (١٤٨٣٢).
(٢) طبقات ابن سعد ٤/ ٣٥، والحاكم ٣/ ٢١١.
(٣) كتب على هامش الأصل.