للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٠ - عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن مهمت، أبو الفتيان الدهستاني، الرواسي، الحافظ، الرحال.

رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر، والسواحل.

وكان أحد الحفاظ المبرزين، حسن السيرة، جميل الأمر، كتب ما لا يوصف كثرة.

وسمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وطائفة، وببغداد: أبا يعلى ابن الفراء، وابن النقور، وبمرو، ومصر، وسمع بدهستان، أبا مسعود البجلي وبه تخرج، وسمع بحران: مبادر بن علي بن مبادر.

روى عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو حامد الغزالي، وأبو حفص عمر بن محمد الجرجاني، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، وشيخه نصر المقدسي الفقيه، وهبة الله ابن الأكفاني، وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ، ومحمد بن الحسن الجويني، وآخرون، والسلفي بالإجازة، ودخل طوس في آخر عمره، وصحح عليه أبو حامد الغزالي الصحيحين، ثم خرج من طوس إلى مرو قاصدًا إلى الإمام أبي بكر السمعاني باستدعائه إياه، فأدركته المنية بسرخس، فتوفي في ربيع الآخر كما هو مؤرخ على بلاطة قبره.

قال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني الحافظ: ما رأيت في تلك الديار أحفظ منه، لا بل في الديار كلها، كان كتابًا، جوالًا دار الدنيا لطلب الحديث، لقيته بمكة، ورأيت الشيوخ يثنون عليه ويحسنون القول فيه، ثم لقيته بجرجان، وصار من إخواننا.

وقال أبو بكر السمعاني: قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضل بأصبهان: كان عمر خريج أبي مسعود البجلي، سمعته يقول: دخل أبو مسعود دهستان، فاشترى من أبي رأسًا، ودخل المسجد يأكله، فبعثني والدي إليه، فقال لي: تعرف شيئًا؟ فقلت: لا، فقال لوالدي: سلمه إلي، فسلمني أبي إليه، فحملني إلى نيسابور، وأفادني، وانتهى أمري إلى حيث انتهى.

وقال خزيمة بن علي المروزي الأديب: سقطت أصابع عمر الرواسي في الرحلة من البرد الشديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>