(٢) كتب تاج الدين السبكي بخطه في أول ترجمة الغزالي من نسخة المصنف ما يأتي: "الغزالي سيد المُسلمين في زمانه، وفي هذه الترجمة من التعصب البارد عليه والكلام المبدد والقول الهجر والسَّخيم ما لا يخفى على ذي بصيرة. ومن أراد حقيقة ما يمكن أن يعرف من حاله فعليه بكتابنا الطبقات الكبرى. كتبه ابن السبكي". قلت: هذا جزء من حملة السبكي على شيخه الذهبي وكلامه المقذع فيه والذي بَيّنته بتفصيل في الفصل الأخير من كتابي "الذهبي ومنهجه" ص ٤٥٨ فما بعد، ومنهج الذهبي أن يأتي بما للرجل وما عليه، وللمسلمين على الغزالي مآخذ كثيرة حتى من أهل مذهبه مثل ابن الصلاح والنووي وغيرهما، ومعرفته بالحديث ضعيفة جدًّا، وقد ابتلي الناس بما شحن كتبه، لا سيما "الإحياء"، من الأحاديث التالفة والموضوعة، فكان لابد من بيان ذلك، مع الإقرار بمنزلته وذكائه، وأهميته.