وذكر الشيخ محمد بن أبي الفضل، قال: شاهدت الشيخ عليّ الفرنثي، والحجر ينزل من المقطع، فيشير إليه: يا مبارك يمين، فينزل يميناً، ويقول: يا مبارك شمال، فينزل شمالاً.
توفّي الشيخ عليٌّ في شهر جمادى الآخرة بقاسيون، وبنوا على قبره قبّةً.
٤٦ - عمر بن محمد بن عمر بن بركة بن سلامة بن أحمد بن أبي القاسم بن أبي الرّيان، أبو حفص بن أبي بكر الدّاراقزّي الكاغديّ.
ولد سنة خمسٍ وأربعين، وقال مرّة: سنة سبعٍ وأربعين وخمسمائة، وسمع من أبي الوقت، وابن البطّي.
وكان شيخاً فهماً، حسن الأخلاق؛ روى عنه الدّبيثيّ، وابن النّجار. وحدّثنا عنه الأبرقوهيّ.
ومات في ذي الحجّة.
٤٧ - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي، المعروف بابن اليتيم وبابن البلنسي وبالأندرشيّ، من أهل المريّة.
سمع أباه، ولازم أبا محمد بن عبيد الله. ورحل إلى بلنسية، فسمع من أبي الحسن بن هذيل، وابن النعمة، وبمرسية من أبي القاسم بن حبيش، وغيره، وبمالقة أبا إسحاق بن قرقول. وسمع بأشبونة - من عمل قرطبة - من أبي مروان بن قزمان؛ سمع منه بعض الموطأ، وسمع بقرطبة من ابن بشكوال، وبغرناطة من أبي خالد بن رفاعة. ولقي بفاس أبا الحسن بن حنين. وحجّ؛ فسمع ببجاية من الحافظ عبد الحق الإشبيلي، وسمع بالإسكندرية من أبي طاهر السّلفيّ، وأبي محمد العثمانيّ، وبالقاهرة من عثمان بن فرج، وببغداد من شهدة الكاتبة، وبالموصل من الخطيب أبي الفضل الطّوسيّ، وبدمشق من أبي القاسم بن عساكر الحافظ، وبمكّة من عمر الميانشيّ، وسمع من غيرهم ببلاد شتّى. وولي خطابة المريّة.
قال ابن مسدي: لم يكن سليماً من التّركيب حتّى كثرت سقطاته، وقد