اليشكري فوثبوا باليمامة، ثم اجتمعوا بعد ذلك على نجدة بن عامر الحنفي الحروري. ولما رجع مروان إلى دمشق إذا مصعب بن الزبير قد قدم في عسكر من الحجاز يطلب فلسطين، فسرح مروان لحربه عمرو بن سعيد الأشدق فقاتلهم، فانهزم أصحاب مصعب.
وورد أن مروان تزوج بأم خالد بن يزيد بن معاوية، وجعله ولي عهده من بعده، ثم بعده عمرو بن سعيد، ثم لم يتم ذلك.
وفيها بايع جند خراسان سلم بن زياد بن أبيه بعد موت معاوية بن يزيد، وأحبوه حتى يقال: سموا باسمه تلك السنة أكثر من عشرين ألف مولود، فبايعوه على أن يقوم بأمرهم حتى يجتمع الناس على خليفة، ثم نكثوا واختلفوا، فخرج سلم وترك عليهم المهلب بن أبي صفرة، فلقيه بنيسابور عبد الله بن خازم السلمي، فقال: من وليت على خراسان؟ فأخبره، قال: ما وجدت في مضر رجلا تستعمله حتى فرقت خراسان بين بكر بن وائل وأزد عمان؟ وقال: اكتب لي عهدا على خراسان، فكتب له، وأعطاه مائة ألف درهم، فأقبل إلى مرو، فبلغ المهلب الخبر فتهيأ، وغلب ابن خازم على مرو، ثم سار إلى سليمان بن مرثد، فاقتتلوا أياما، فقتل سليمان، ثم سار ابن خازم إلى عمرو بن مرثد وهو بالطالقان في سبعمائة، فبلغ عمرا فسار إليه، فالتقوا فقتل عمرو، وهرب أصحابه إلى هراة وبها أوس بن ثعلبة، فاجتمع له خلق كثير وقالوا: نبايعك على أن تسير إلى ابن خازم فتخرج مضر من خراسان كلها، فقال: هذا بغي، وأهل البغي مخذولون، فلم يطيعوه، وسار إليهم ابن خازم، فخندقوا على هراة، فاقتتلوا نحو سنة، وشرع ابن خازم يلين لهم، فقالوا: لا، إلا أن تخرج مضر من خراسان، وإما أن ينزلوا عن كل سلاح ومال، فقال ابن خازم: وجدت إخواننا قطعا للرحم، قال: قد أخبرتك أن ربيعة لم تزل غضابا على ربها مذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم من مضر. ثم كانت بينه وبين أوس بعد الحصار الطويل وقعة هائلة، أثخن فيها أوس بالجراحات، وقتلت ربيعة قتلا ذريعا، وهرب أوس إلى سجستان فمات بها، وقتل من جنده يومئذ من بكر بن وائل ثمانية آلاف، واستخلف ابن