قال: وحدّثني أبو تمام حمد بن تُركي بن ماضي بن معرّف بقرية دجانية، قال: حدّثني جدي، قال: كنا بعسقلان في يوم عيد، فجاء أبو الحسين الزاهد إلى امرأة معها خبز سُخن، فقال: يا أم فلان، نشتهي من هذا الخبز السخن لزوجك، وكان في الحج، فناولته رغيفين، فلفّهما في مئزر، ومضى إلى مكة، فقال: خُذ هذا من عند أهلك، وأخرجه سُخنًا، ورجع، فقالوا: إنهم رأوه ضحوة بعسقلان، ورأوه ذلك اليوم بمكة، فجاء الرجل من الحج، فلقي أبا الحسين، فقال: ما أنت أعطيتني رغيفين؟ قال: لا تفعل قد اشتبه عليك.
وحدّثني قال: حدثني جدي، قال: كان أبو الحسين بعسقلان فوصّوا البوابين لا يخلّوه يخرج لئلا تأخذه الفرنج، فجاء إلى باب، وعمل أبو الحسين طرف قميصه في فيه، وسعى من الباب، قال: فإذا هو في جبل لبنان، قال: فقال لنفسه: ويلك يا أبا الحسين، وأنت ممن بلغ إلى هذه المنزلة، أو كما قال.
وسمعت الإمام الزاهد أحمد بن مسعود القرشي اليماني يقول: حدّثني أبي قال: قالت الفرنج: لو أن فيكم رجلًا آخر مثل أبي الحسين لاتّبعناكم على دينكم، مروا يومًا فإذا هو راكب على سبع، وفي يده حية، فلما رآهم نزل ومضى.
وقال أبو سعد السمعاني: سمعت الزاهد عبد الواحد بالكرج، قال: سمعت الكفار يقولون: الأسود والنمور كأنها نعم أبي الحسين المقدسي.
قال الضياء: وقد سمعنا له غير ذلك من مشي الأسد معه.
وحكى له الضياء، فيما رواه، أنه عمل مرة حلاوة من قشور البطيخ، فغرف حلاوة من أحسن الحلاوة.
قال: وحدثني الإمام عبد المحسّن بن محمد ابن الشيخ أبي الحسين، قال: حدثني أبي، قال: كان والدي يعمل لنا الحلاوة من قشور البطيخ ويسوطها بيده، قال: فعملنا بعد موته من قشور البطيخ، فلم تنعمل، فقالت أمي: بقيت تعوز المغرفة، تعني يده.
حدثني الإمام عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار، قال: حدّثني جمال