وقال بكار بن محمد السيريني: رأيت سوارا إذا أراد أن يحكم رفع رأسه إلى السماء، وتغرغرت عيناه ثم حكم، وبلغنا أن المنصور استقدمه ليعزله لأنه شكي منه فعطس المنصور بحضوره فلم يشتمه فقال: ما منعك من التشميت؟ قال: لأن أمير المؤمنين لم يحمد الله، قال: فقد حمدت في نفسي، قال: وقد شمتك في نفسي، قال: ارجع فلو حابيت أحدا لحابيتني.
مات سوار في آخر سنة ست وخمسين ومائة.
٨٩ - ع: شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكي مولاهم الواسطي، الحافظ الكبير عالم أهل البصرة في زمانه، بل أمير المؤمنين في الحديث.
وقد سكن البصرة من صغره، ورأى الحسن، وسمع منه مسائل.
وروى عن أنس بن سيرين، وإسماعيل بن رجاء، وجامع بن شداد، وسعيد المقبري، وجبلة بن سحيم، والحكم، وعمرو بن مرة، وزبيد بن الحارث، وسلمة بن كهيل، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، ومعاوية بن قرة، وأبي جمرة الضبعي، وعمرو بن دينار، وخلائق قد أفردهم مسلم في جزء، ومنهم محمد بن المنكدر، ومحمد بن زياد القرشي، وابن أبي مليكة، وعبيد الله بن أبي يزيد.
وعنه أيوب السختياني وهو من شيوخه، وسفيان الثوري، وابن إسحاق، وإبراهيم بن سعد، والقطان، وابن مهدي، وغندر، وعفان، وأسد بن موسى، والطيالسيان، وسليمان بن حرب، وأبو عمر الحوضي، وعلي بن الجعد، وخلق كثير.
قال علي ابن المديني: له نحو من ألفي حديث، وكان الثوري يعظمه، ويقول: هو أمير المؤمنين في الحديث، وقال الشافعي: لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق.
وقال الحاكم: شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث رأى أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة الجرمي، وسمع من أربع مائة من التابعين، وحدث عنه