قال أبو حيان: شيخنا كان رطب المناظرة، مسدد النظر، منصفًا، أديبًا، نحويًا، فقيهًا، مشاركًا في الأصول وغيرها. وأجاز عامًا لأهل غرناطة. توفي في شوال بغرناطة، رحمه الله.
وقال ابن الزبير: كان أشعري النسب والمذهب، مصممًا على مذهب الأشعرية.
٢٠٨ - عبد الخالق بن علي، تاج الدّين، الكاتب المعروف بأحمر عينه لحمرة في عينه.
كان كاتبًا بارعًا في صناعة الحساب. ولي عدة جهات وولي أبوه القاضي مهذِّب الدّين علي بن محمد الإسعردي قضاء بعلبك قبل الستمائة فحُمدت سيرته ومات التاج ببعلبك في ذي القعدة وهو في عشر الثمانين.
٢٠٩ - عبد العزيز بن منصور بن محمد بن محمد بن وداعة، الصاحب، عز الدّين الحلبي.
ولي خطابة جَبلَة في أوائل أمره فيما يقال. وولي للملك الناصر شدَّ الدواوين بدمشق. وكان يعتمد عليه. وكان يظهر النُّسك والدّين ويقتصد في ملبسه وأموره. فلما تسلطن الملك الظاهر ولاه وزارة الشام. فلما ولي النجيبي نيابة الشام حصل بينه وبين ابن وداعة وحشة، فإن النجيبي كان سنيًا وكان ابن وداعة شيعيًا خبيثًا فكان النجيبي يسمعه ما يؤلمه ويهينه، فكتب ابن وداعة إلى السلطان يطلب منه مشدًا تركيًا وظن أنه يكون بحكمه ويستريح من النجيبي، فرتب السلطان الأمير عز الدّين كشتغدي الشقيري، فوقع بينه وبينه، فكان الشقيري يهينه أيضًا. ثم كاتب فيه الشقيري، فجاء الأمر بمصادرته، فرسم عليه وصودر وأخذ خطه بجملةٍ كبيرة. ثم عصره الشقيري وضربه وعلقه في قاعة الشد وجرى عليه ما لا يوصف وباع موجوده وأملاكه التي كان قد وقفها وحمل ثمنها. ثم طُلب إلى الديار المصرية فمرض في الطريق ودخل القاهرة مثقلًا فمات في آخر يومٍ من السنة بالقاهرة وهو في عشر