ومن المتوفين تقريبًا وتخمينًا
٦٥٢ - إبراهيم بن علي بن أحمد بن محمد بن حمك. المغيثي، النيسابوري، القاضي المعمر، أبو الفضل، قاضي القضاة.
مولده في ذي الحجة سنة ثمان وخمس مائة. قرأته بخطه. وسمع منه العلامة جمال الدين محمود ابن الحصري موطأ أبي مصعب، بروايته عن هبة الله السيدي سماعًا. وأجاز للفخر ابن البخاري مروياته.
وسماع الحُصري منه في رجب سنة ثمان وتسعين وخمس مائة.
٦٥٣ - أحمد بن عبد السلام، أبو العباس الكورائي، ويقال فيه: الجراوي. وهو بذلك أشهر، الشاعر البربري. وكورايا: قبيلةٌ من البربر، منازلهم بقرب فاس.
كان آية زمانه في النظم وحفظ الأشعار القديمة والحديثة. جالس عبد المؤمن وأولاده من بعده، وطالت أيامه، وجمع حماسة كبيرةً مشهورةً بالمغرب، أحسن فيها الترتيب. وكان ظريفًا صاحب نوادر.
ومن شعره في المنصور أبي يعقوب صاحب المغرب:
إنّ الْإِمَام هُوَ الطبيبُ وقد شَفَى … عِلَلَ البريَّة ظاهرًا ودخيلا
حَمَل البسيطَةَ وهي تحملُ شخصهُ … كالرّوح يوجد حاملًا محمولا
وله:
مشى اللؤم فِي الدّنيا طريدًا مشرّدًا … يجوبُ بلادَ اللَّه شرقًا ومَغْرِبا
فلمّا أتى فاسًا تلقّاه أهلُها … وقالوا له: أهلًا وسهلًا ومرحَبَا
وله مدائح فِي السّلطان عَبْد المؤمن وبنيه.
تُوُفّي سنة بضْعٍ وتسعين وخمس مائة، وقد جاوز الثّمانين (١).
قال تاج الدّين بْن حَمُّوَيْة: أدركته فرأيت شيخًا حسنًا، وقد زاد على العُمْرَيْن، وخضْرم حيث أدرك العَصْرين، وحلبَ من الدّهر الشّطْرين، مدح الكبار، وحصّل أموالًا. وقيل: إنّ يوسف بْن عَبْد المؤمن سألَ: من بالباب؟ فقالوا: أَحْمَد الكُوَّرَائيّ وسعيد الغماريّ. فقال: مِن عجائب الدّنيا، شاعرٌ من
(١) من وفيات الأعيان ٧/ ١٣٦ - ١٣٧.