الحق تعالى بكلّ نعمى. كان يذكر أيّام أبي سهل الصُّعلوكي، ويذكره وما سمع منه شيئاَ، وكذلك لم يسمع من أبي عمرو بن مطر، وابن نجيد مع إمكان السّماع منهم، وسمع صحيح مسلم من ابن عمرويه؛ وسمع غريب الحديث للخطّابيّ بسبب نزول الخطّابيّ عندهم حين حضر إلى نيسابور، ولم تكن مسموعاته إلاّ ملء كمَّين من الصّحيح والغرائب، وأعداد قليلة من المتفرقات من الأجزاء، ولكن كان محظوظا مجدودا في الرّواية. روى قريبا من خمسين سنة منفردا عن أقرانه، مذكورا مشهورا في الدّنيا، مقصودا من الآفاق. سمع منه الأئّمة والصُّدور، وقد قرأ عليه الحسن السَّمرقنديّ الحافظ صحيح مسلم نيّفا وثلاثين مرّة، وقرأه عليه الشّيخ أبو سعد البحيريّ نيَّفا وعشرين مرة. هذا سوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئّمة. استكمل رحمه الله خمسا وتسعين سنة، وطعن في السّادسة والتّسعين، وألحق الأحفاد بالأجداد، وعاش في النّعمة عزيزا مكرَّما في مروءة وحشمة إلى أن توفّي.
قلت: توفّي في خامس شوّال، وحدَّث عن ابن عمرويه الجلوديّ، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطّابيّ. روى عنه نصر بن الحسن التُّنكتي، والحسين بن عليّ الطًّبريّ المجاور، وعبيد الله بن أبي القاسم القشيريّ، وعبد الرحمن بن أبي عثمان الصّابونيّ، وإسماعيل بن أبي بكر القارئ، ومحمد بن الفضل الفراويّ، وفاطمة بنت زعبل العالمة، وآخرون، وسماعه للصحيح من الجلودي في سنة خمس وستّين وثلاثمائة.
٢٧٤ - عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي ّ، أبو الفتح أخو الفقيه أبي الحسن.
سمع أبا بكر بن شاذان، والدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعليّ بن عمر السُّكَّريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة. مات في المحرَّم.
٢٧٥ - عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان البغدادي.
سمع عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، والقاضي أبا بكر الأبهريّ.