قلت: هذا لا يدل على شيء، فإن الطبراني لما وقع له هذا الشيخ، اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده.
وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذر لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء لا أوائل لها، فاغتم لذلك وسبّ الطبراني. قال الباطرقاني: وكان ابن مردويه سيئ الرأي فيه.
وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حزم، فقال أبو نعيم: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئا.
قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان جماعة وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، ولو كان عنده ضعيفا لضعفه.
وقال أبو بكر محمد بن أبي علي المعدل: الطبراني أشهر من أن ندل على فضله وعلمه، كان واسع العلم كثير التصانيف. وقيل: ذهبت عيناه في آخر أيامه. فكان يقول: الزنادقة سحروني، فقال له يوما حسن العطار تلميذه يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السقف؟ فقال: لا أدري لكن نقش خاتمي سليمان بن أحمد.
قلت: قال له هذا على سبيل البسط.
وقال له مرّة أخرى: من هذا الآتي؟ قال: أبو ذر، يعني ابنه، وليس بالغفاري.
قال أبو نعيم: توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وصليت عليه.
قلت: عاش الطبراني مائة سنة وعشرة أشهر، وآخر من روى حديثه عاليا بالإجازة عندنا الزاهد القدوة أبو إسحاق ابن الواسطي، أجاز له أصحاب فاطمة الجوزدانية، التي تفرّدت بالرواية عن ابن ريذة صاحب الطبراني.
٣٣٠ - سهل بن أحمد بن عيسى أبو الفضل المؤذن.
هروي معمر. توفي يوم عرفة، وصلى عليه الخليل بن أحمد القاضي، وله مائة سنة؛ قاله ابن منده.