مسجد عبد الله بن المبارك، وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة فقيه، وكان الناس يقولون: لو رآه الشافعي لفرح به، ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربع وستين.
قال الخطيب: وحدثني أبو إسحاق الشيرازي قال: سألت القاضي أبا عبد الله الصيمري: من أنظر من رأيت من الفقهاء؟ فقال أبو حامد الإسفراييني.
قال أبو حيان التوحيدي في رسالة ما تتمثل به العلماء: سمعت الشيخ أبا حامد يقول لطاهر العباداني: لا تعلق كثيرا مما تسمع مني في مجالس الجدل، فإن الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خالصا، ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نبوء بغضب الله تعالى، فإنا مع ذلك نطمع في سعة رحمة الله.
قال ابن الصلاح: وعلى أبي حامد تأول بعض العلماء حديث: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها؛ فكان الشافعي على رأس المائتين، وابن سُريج في رأس الثالثة، وأبو حامد في رأس الرابعة.
وعن سُليم الرازي أن أبا حامد في أول أمره كان يحرس في درب، فكان يطالع الدرس على زيت الحرس، وأنه أفتى وهو ابن سبع عشرة سنة.
قال الخطيب: مات في شوال، وكان يوما مشهودا، دفن في داره، ثم نُقل سنة عشر وأربعمائة ودُفن بباب حرب.
١٩٣ - أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية، أبو طالب العبدي.
أحد أئمة العربية، له شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، والتكملة، وهو من أحسن الشروح.