البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه، فقال أحدهم: كم سن القاضي؟ قال: أنا أكبر من عتاب الذي استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة، وأكبر من معاذ الذي وجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا على اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيا على البصرة وبقي سنة لا يقبل بها شاهدا. فتقدم إليه أبي، وكان أحد الأمناء، فقال: أيها القاضي قد وقفت الأمور وتريثت. قال: وما السبب؟ قال: في ترك القاضي قبول الشهود. قال: فأجاز يومئذ شهادة سبعين نفسا.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه.
وعن يحيى بن أكثم قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستلمي: من ذكرت رضي الله عنك؟
وقد ذكر للإمام أحمد ما يرمى به حيى بن أكثم، فقال: سبحان الله، من يقول هذا؟!
وقال الصولي: سمعت إسماعيل القاضي - وذكر يحيى بن أكثم - فعظم أمره، وذكر له هذا اليوم، يعني يوم قيامه في وجه المأمون لما أباح متعة النساء، وما زال به حتى رده إلى الحق. ونص له الحديث في تحريمها. فقال لإسماعيل رجل: فما كان يقال؟ قال: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بكذب باغ أو حاسد، وكانت كتبه في الفقه أجل كتب، تركها الناس لطولها.
وقال أبو العيناء: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وأحمد بن أبي دؤاد أيهما أنبل؟ قال: كان أحمد يجد مع جاريته وابنته، وكان يحيى يهزل مع عدوه وخصمه.
قلت: وقد ضعفوه في الحديث.
قال أبو حاتم: فيه نظر.
وقال جعفر بن أبي عثمان، عن ابن معين: كان يكذب.
وقال إسحاق بن راهويه: ذاك الدجال يحدث عن ابن المبارك؟!
وقال علي بن الحسين بن الجنيد: كان يسرق الحديث.
وقال صالح جزرة: حدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها.