قال: وقد ذكر الصولي أن الناس يقولون: إن كل سادسٍ يقوم للناس يخلع، فتأملت هذا، فرأيته عجبًا، اعتقد الأمر لنبينا صلى الله عليه وسلم، ثم قام بعده أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والحسن فخلع، ثم معاوية، ويزيد، ومعاوية بن يزيد، ومروان، وعبد الملك، وابن الزبير، فخلع وقتل، ثم الوليد، وسليمان، وعمر، ويزيد، وهشام، والوليد، فخلع وقتل، ثم لم ينتظم لبني أمية أمر، فولي السفاح، والمنصور، والمهدي، والهادي، والرشيد، والأمين، فخلع وقتل، ثم المأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين، فخلع وقتل، ثم المعتز، والمهتدي، والمعتمد، والمعتضد، والمكتفي، والمقتدر، فخلع، ثم رد ثم قتل، ثم القاهر، والراضي، والمتقي، والمستكفي، والمطيع، والطائع فخلع، ثم القادر، والقائم، والمقتدي، والمستظهر، والمسترشد، والراشد، فخلع.
قلت: وهذا الفصل منخرمٌ بأشياء، أحدها قوله: وعبد الملك وابن الزبير، وليس الأمر كذلك بل ابن الزبير خامس، وبعده عبد الملك، أو كلاهما خامس، أو أحدهما خليفة والآخر خارج على نزاعٍ بين العلماء في أيهما خارج على الآخر، والثاني تركه لعدد يزيد الناقص وأخيه إبراهيم الذي خلع، ومروان، فيكون الأمين باعتبار عددهم تاسعًا، فلا يستقيم ما ادعاه، والمستعين خلعوه أيضًا كما قال، وخلعوا الذي بعده، وهو المعتز بالله، وقتلوا المهتدي بالله، رضي الله عنه، وخلعوا القاهر وسملوه، فليس الخلع مقتصرًا على كل سادسٍ لو صح العدد.
١٢١ - يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث، أبو الحسن القرطبي، أحد الأئمة.
روى عن: جده مغيث، وعن: القاضي أبي عمر ابن الحذاء، وحاتم بن محمد، ومحمد بن محمد بن بشير، وأبي مروان بن سراج، وأبي عبد الله بن منظور، ومحمد بن سعدون القروي، وأبي جعفر بن رزق، ومحمد بن فرج، والغساني، وغيرهم.
قال ابن بشكوال: كان عارفًا باللغة والإعراب، ذاكرًا للغريب