للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن أنيس - وكان في السرية -: وأهوى بيده إلى سيفي ففطنت له ودفعت بعيري وقلت: غدرا، أي عدو الله. فعل ذلك مرتين. فنزلت فسقت بالقوم حتى انفردت (١) إلى أسير فضربته بالسيف فأندرت عامة فخذه، فسقط وبيده مخرش (٢) فضربني فشجني مأمومة (٣)، وملنا إلى أصحابه فقتلناهم، وهرب منهم رجل. فقدمنا على رسول الله فقال: لقد نجاكم الله من القوم الظالمين (٤).

وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، (ح) وموسى بن عقبة عن ابن شهاب، أن رسول الله بعث عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكبا فيهم عبد الله بن أنيس إلى بشير بن رزام اليهودي حتى أتوه بخيبر، فذكر نحو ما تقدم، والله أعلم.

قصة غزوة الحديبية

وهي على تسعة أميال من مكة

خرج إليها رسول الله في ذي القعدة سنة ست. قاله نافع، وقتادة، والزهري، وابن إسحاق، وغيرهم. وعروة في مغازيه، رواية أبي الأسود (٥).

وتفرد علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، أن رسول الله خرج إلى الحديبية في رمضان. وكانت الحديبية في شوال (٦).

وفي الصحيحين (٧) عن هدبة، عن همام، قال: حدثنا قتادة، أن أنسا


(١) أي: أسقطت.
(٢) هي عصا مُعْوَجَّه الرأس.
(٣) هي الشجة التي بلغت أُمَّ الرأس وهي الجلدة التي تجمع الدماغ.
(٤) ابن هشام ٢/ ٦١٨، وطبقات ابن سعد ٢/ ٩٢.
(٥) دلائل النبوة ٤/ ٩١ - ٩٢.
(٦) دلائل النبوة ٤/ ٩٢.
(٧) البخاري ٣/ ٣ و ٤/ ٨٩ و ٥/ ١٥٥ - ١٥٦، ومسلم ٤/ ٦٠، ودلائل النبوة ٤/ ٩٢.
وانظر المسند الجامع حديث رقم (٦٨١).