ولم يكن بالعراق مثله في الترسّل والأدب، ولكنّه كان ناقص الحظ، له ملك يتبلّغ منه.
مات في المحرّم.
٣١٧ - محمد بن أحمد بن محمد. أبو عبد الله بن عرّاق الغافقيّ، القرطبيّ، المُقرئ.
أخذ القراءات، سوى قراءة الكوفيين، عن أبي القاسم ابن النّخّاس، وعون الله بن محمد. وسمع من أبي محمد بن عتّاب، وأبي بحر بن العاص. وتصدّر للإقراء والتسميع.
روى عنه ابن حَوط الله، وأبو الخطّاب بن دحية.
وتوفّي في رجب. ومولده في سنة تسعين وأربع مائة.
٣١٨ - محمد بن بختيار، أبو عبد الله البغدادي، الأبله، الشاعر، صاحب الديوان المشهور.
كان شابًّا ظريفًا وشاعرًا محسنًا، يلبس زيّ الجند. وشعره في غاية الرقّة وحسن المخلص إلى المدح. وكان أحد الأذكياء، ولذا قيل له: الأبله بالضِّدّ. وقيل: بل كان فيه بَلَه ما.
توفّي ببغداد في جُمادى الآخرة. وقد سار له هذا البيت:
ما يعرف الشوقَ إلاّ مَن يُكابدُه ولا الصبابةَ إلاّ من يعانيها
وله:
دارك يا بدرَ الدّجى جنّةٌ بغيرها نفسي ما تلهو وقد أتى في خبرٍ أنّه أكثر أهل الجنّة البلهُ
وله:
أقول للغيث لمّا سال واديه تحدّثي عن جفوني يا غواديه أعرت مُزنَكَ أجفانًا بكيت بها فمن أعارك ضوء البرق من فيه أعاد زورته والشهب ناعسةٌ والليل قد راق أو كادت حواشيه