للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حامدٍ الغزالي، ووالله ما بينه وبين الشيخ نسبة.

قال ابن خلكان: وكان الشيخ يعرف الفقه، والأصلين، والخلاف، والمنطق، والطبيعي، والإلهي، والمجسطي، وإقليدس، والهيئة، والحساب، والجبر، والمقابلة، والمساحة، والموسيقى معرفةً لا يشاركه فيها غيره. وكان يقرئ كتاب سيبويه، والمفصل للزمخشري. وكان له في التفسير، والحديث، وأسماء الرجال يد جيدة. وكان يحفظ من التاريخ والأخبار شيئًا كثيرًا. وله شعر حسن. وكان الأثير يقرأ عليه في المجسطي، وهي لفظة يونانية، أي: الترتيب. وكان شيخنا تقي الدين ابن الصلاح يبالغ في الثناء عليه، ويعظمه، فقيل له يومًا: من شيخه؟ فقال: هذا الرجل خلقه الله عالمًا، لا يقال: على من اشتغل؟ فإنه أكبر من هذا.

وطول ابن خلكان ترجمته، ثم قال: ومن وقف على هذه الترجمة فلا ينسبني إلى المغالاة فمن كان فاضلًا وعرف ما كان عليه الشيخ، عرف أني ما أعرته وصفًا ونعوذ بالله من الغلو.

ثم إن القاضي - رحمه الله - أنصف، وقال: كان - سامحه الله - يتهم في دينه لكون العلوم العقلية غالبةً عليه. وعمل فيه العماد المغربي وهو عمر بن عبد النور الصنهاجي النحوي:

أجدّك أن قد جاد بعد التعبس غزالٌ بوصل لي وأصبح مؤنسي وعاطيته صهباء من فيه مزجها كرقة شعري أو كدين ابن يونس وللعماد هذا فيه - وقد حضر درس الشيخ جماعةٌ بالطيالسة -:

كمال كمال الدين للعلم والعلى فهيهات ساعٍ في معاليك يطمع إذا اجتمع النّظّار في كلّ موطنٍ فغاية كلٍّ أن تقول ويسمعوا فلا تحسبوهم من عنادٍ تطيلسوا ولكن حياءً واعترافًا تقنّعوا

<<  <  ج: ص:  >  >>