وقال أبو صالح المؤذن في معجمه، أبو الحسن ابن القزويني الشافعي المشار إليه في زمانه ببغداد في الزهد والورع وكثرة القراءة، ومعرفة الفقه والحديث، قرأ القرآن علي أبي حفص الكتاني، وقرأ القراءات، ولم يكن يعطي من يقرأ عليه إسنادا بها.
وقال هبة الله ابن المجلي في كتاب مناقب ابن القزويني ما معناه: إن ابن القزويني كان كلمة إجماع في الخير، وكان ممن جمعت له القلوب فحدثني أحمد بن محمد الأمين قال: كتبت عنه مجالس أملاها في مسجده، كان أي جزء وقع بيده خرج به وأملى منه عن شيخ واحد جميع المجلس، ويقول: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا ينتقى. قال: وكان أكثر أصوله بخطه. قال: وسمعت عبد الله بن سبعون القيرواني يقول: أبو الحسن القزويني ثقة ثبت، وما رأيت أعقل منه.
وحدث أبو الحسن البيضاوي، عن أبيه أبي عبد الله قال: كان أبو الحسن يتفقه معنا على الداركي وهو شاب، وكان ملازما للصمت قل أن يتكلم.
وقال: قال لنا أبو محمد المالكي: خرج في كتب القزويني تعليق بخطه على أبي القاسم الداركي، وتعليق في النحو عن ابن جني، سمعت أبا العباس المؤدب وغيره يقولان: إن أبا الحسن سمع الشاة تذكر الله تعالى.
حدثني هبة الله بن أحمد الكاتب أنه زار قبر ابن القزويني، ففتح ختمة هناك وتفاءل للشيخ، فطلع أول ذلك:{وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
وعن أبي الحسن الماوردي القاضي قال: صليت خلف أبي الحسن القزويني، فرأيت عليه قميصا نقيا مطرزا، فقلت في نفسي: أين الطرز من الزهد؟ فلما سلم قال: سبحان الله الطرز لا ينقض أحكام الزهد.
حدثني محمد بن الحسين القزاز قال: كان ببغداد زاهد خشن العيش، وكان يبلغه أن ابن القزويني يأكل الطيب، ويلبس الرقيق، فقال: سبحان الله رجل مجمع على زهده وهذا حاله، أشتهي أن أراه. فجاء إلى الحربية، قال: