للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سرية كعب بن عمير]

قال الواقدي (١): حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري قال: بعث رسول الله كعب بن عمير الغفاري، في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من الشام. فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا، فدعوهم إلى الإسلام، فلم يستجيبوا لهم، ورشقوهم بالنبل، فلما رأى ذلك المسلمون قاتلوهم أشد القتال، حتى قتلوا، فأفلت منهم رجل جريح في القتلى، فلما برد عليه الليل، تحامل حتى أتى النبي ، فهم بالبعثة إليهم، فبلغه أنهم ساروا إلى موضع آخر، فتركهم، والله أعلم.

غزوة مؤتة.

قال محمد بن سعد (٢): أخبرنا محمد بن عمر (٣)، قال: حدثني ربيعة بن عثمان، عن عمر بن الحكم قال: بعث رسول الله الحارث بن عمير الأزدي إلى ملك بصرى بكتابه. فلما نزل مؤتة عرض للحارث شرحبيل بن عمرو الغساني، فقال: أين تريد؟ قال: الشام. قال: لعلك من رسل محمد؟ قال: نعم، فأمر به فضربت عنقه. ولم يقتل لرسول الله رسول غيره.

وبلغ رسول الله الخبر، فاشتد عليه، وندب الناس فأسرعوا. وكان ذلك سبب خروجهم إلى غزوة مؤتة.

وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (٤)، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة قال: قدم رسول الله من عمرة القضاء في ذي الحجة، فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادى من سنة ثمان، وأمر على الناس


(١) المغازي ٢/ ٧٥٢، ودلائل النبوة ٤/ ٣٥٧.
(٢) الطبقات الكبرى ٤/ ٣٤٣.
(٣) سبق قلم المؤلف رحمة الله فكتب عثمان بدل عمر، فقد جاء في هامش نسخة البشتكي: "بخطه عثمان"، ومثل هذا لا بأس بإصلاحه، لظهوره، فهو الواقدي بلا ريب.
(٤) دلائل النبوة ٤/ ٣٥٨ - ٣٦٠.