محمد بن علي وراق أبي زرعة، فذكر حكاية تلقين أبي زرعة لا إلا إلا الله، وأنهم ذكروه بالحديث. فقال وهو في السياق حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. وتوفي رحمه الله.
وقال أبو العباس السراج: سمعت ابن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في النوم، فقلت: ما حالك؟ قال: أحمد الله على الأحوال كلها. إني وقفت بين يدي الله تعالى فقال لي: يا عبيد الله لم تذرعت في القول في عبادي؟ قلت: يارب إنهم حادلوا دينك.
قال: صدقت.
ثم أتي بطاهر الخلقاني فاستعديت عليه إلى ربي، فضرب الحد مائة ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه، بأبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله: سفيان الثوري، ومالك، وأحمد بن حنبل.
رواها عن ابن وارة عبد الرحمن بن أبي حاتم بخلاف هذا فقال: سمعت أبي يقول: مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق الجبين منه في النزع، فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى: لا إله إلا الله؟ فقال: يروى عن معاذ.
فرفع أبو زرعة رأسه، وهو في النزع، فقال: روى عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.
فصار في البيت ضجة ببكاء من حضر.
توفي في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين.
٣١٣ - عبيد الله بن عمرو بن حفص، أبو عَبْد اللَّهِ البزدوي.
عن أبي نعيم، وعلي بن الحسن بن شقيق، وجماعة، وعنه: داود بن نصر البزدوي.