الحصين، وسمع بدمشق من جمال الإسلام، ودخل بعد العشرين إلى نيسابور، فسمع بها من أبي القاسم سهل بن إبراهيم المسجدي، وأدرك بمرو أبا منصور محمد بن علي الكراعي، وسمع منه، وسمع ببلخ من عثمان بن محمد ابن الشريك، وسمع صحيح مسلم من الفراوي.
روى عنه أبو المظفر ابن السمعاني، وأبو الفتوح ابن الحصري، والقاضي بهاء الدين يوسف بن شداد، وأبو حفص عمر بن قشام، وأبو محمد ابن الأستاذ، وأقام مدة بالموصل، ثم قدم حلب وولي خزانة الكتب بها.
قال ابن النجار: قرأت في كتاب أبي بكر الجياني: كنت مشتغلا بالجدل والخلاف، مجدا في ذلك، فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه قد جاءني وقال لي: قم يا أبا بكر، فلما قمت تناول يدي فصافحني، ثم ولى وقال لي: تعال خلفي، فتبعته نحوا من عشر خطوات وانتبهت، قال: فأتيت شيخنا أبا طالب إبراهيم ابن هبة الله الدياري الزاهد، فقصصت عليه، فقال لي: يريد منك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تترك الخلاف وتشتغل بحديثه إذ قد أمرك باتباعه، فتركت الاشتغال بالخلاف، وكان أحب إلي من الحديث، وأقبلت على الحديث.
سئل ابن الحصري عن الجياني فقال: شيخ حافظ، عالم بالحديث، وفيه فضل.
وقال بعض الحلبيين: مات في سابع ربيع الآخر بحلب.
١٢٦ - المبارك بن المبارك بن زيد، أبو الكرم الكوفي المقرئ، عرف بابن الطبقي، نزيل بغداد.
سمع ثابت بن بندار، وأبا الحسن العلاف، وحدث.
١٢٧ - ناصر بن الحسن بن إسماعيل، الشريف الخطيب أبو الفتوح الحسيني المصري المقرئ.
قرأ القراءات على أبي الحسن علي بن أحمد الأبهري صاحب الأهوازي، وعلى أبي الحسين يحيى بن الفرج الخشاب، وتصدر للإقراء؛ أخذ عنه جماعة