وفي سنة اثنتين وستين توفي أبو بكر بن عمر بالصحراء، وتملك بعده يوسف، ولم يختلف عليه اثنان، وامتدت أيامه، وافتتح الأندلس، وبقي إلى سنة خمسمائة.
وأول من كان فيهم الملك صنهاجة ثم كتامة ثم لمتونة، ثم مصمودة، ثم زناتة.
وذكر ابن دريد وغيره أن كتامة، ولمتونة، ومصمودة، وهوارة من حمير، وما سواهم من البربر، وبربر هو من ولد قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام. ومن أمهات قبائل البربر: مليلة، وزنارة، ولواتة، وزواوة، وهوارة، وزويلة، وعفجومة، ومرطة، وغمارة.
ويقال: إن دار البربر كانت فلسطين، وملكهم جالوت، فلما قتله داود عليه السلام جلت البربر إلى المغرب، وتفرقوا هناك في البرية والجبال، ونزلت لواتة أرض برقة، ونزلت هوارة أرض طرابلس، وانتشرت البربر إلى السوس الأقصى، وطول أراضيهم نحو من ألف فرسخ، والله أعلم.