قال الأبّار: وشيوخه يزيدون على المائتين. وكانت الرواية أغلب عليه من الدّراية. وكان هو، وأخوه أوسع أهل الأندلس روايةً في وقتهما، مع الجلالة والعدالة. وكان أبو سليمان ورعاً، منقبضاً، ولي قضاء الجزيرة الخضراء، ثمّ قضاء بلنسية، وبها لقيته. وتوفّي على قضاء مالقة في سادس ربيع الآخر، وله تسعٌ وستّون سنة.
وأخذ عنه ابن مسدي وقال: لم أر أكثر باكياً من جنازته، وحمل نعشه على الأكفّ.
١٥ - رقيّة بنت الزّاهد أحمد بن محمّد بن قدامة، أخت الشيخ الموفّق، أمّ الحافظ الضّياء والمفتي شمس الدّين أحمد المعروف بالبخاريّ.
روت بالإجازة عن أبي الفتح ابن البطّي، وأحمد بن المقرّب، وشهدة.
روى عنها ابنها الضّياء، وحفيدها الفخر عليّ، وابن أخيها شمس الدّين عبد الرحمن بن أبي عمر.
قال الضّياء: كانت امرأةً صالحةً، تنكر المنكر، يخافها الرجال والنّساء، وتفصل بين النّاس في القضايا. وكانت تاريخاً للمقادسة في المواليد والوفيات.
وتوفّيت في شعبان، وولدت في حدود سنة ستٍّ وثلاثين.
١٦ - زيد بن أبي المعمّر يحيى بن أحمد بن عبيد الله، أبو بكر الأزجيّ البيّع.
ولد في حدود سنة سبعٍ وأربعين. وسمع من أبي الوقت، وأبي بكر ابن الزاغونيّ، وهبة الله ابن الشّبليّ، وأحمد بن قفرجل، وابن البطّي.