[الفصل الرابع نهج الذهبي في الموارد وطرائق النقل منها]
[توطئة]
على الرغم من قيامي بجرد الموارد التي اعتمدها الذهبي في كتابه "تاريخ الإسلام" فإن الغاية من ذلك لم تكن دراسة هذه الموارد لذاتها، بل لمحاولة التعرف إلى أنواعها ومدى استيعابه للمؤلفات السابقة، والأسس التي اتخذها للمفاضلة في الاعتماد عليها، والمنهج الذي اتبعه في النقل منها.
وقد أدت عملية الجرد الاستقصائية التي قمت بها لموارد الكتاب إلى تكدس عشرات الآلاف من النقول أعانتني كثيرًا على تفهم نوعية موارده وطبيعتها ومدى استفادته منها. على أن إيراد هذه النقول في مثل هذه الدراسة على الاستقصاء يبدو أمرًا عبثًا يخرج الدراسة عن مسارها المرسوم لها، ولذلك سوف أكتفي دائمًا بإيراد نماذج من الموارد للتدليل على المنهج حسب، وأقتصر على ذكر بعض مواضع النقول من غير استقصاء لها.
أولًا - أنواع الموارد:
اعتمد الذهبي أنواعًا متعددة من الموارد في تأليف كتابه، تتباين في أهميتها ومدى اعتماده عليها، وهذه أبرزها:
[١ - المشاهدة والملاحظة]
وأكثر ما نجد ذلك في القسم الأخير من كتابه الذي عاصره وشاهد أحداثه واتصل برجاله، فالسنوات العشر الأخيرة من حوادث الكتاب في الأقل هي من