فيها توفي: أسد بن وداعة الكندي، وحصين بن عبد الرحمن في قول خليفة، وخصيف بن عبد الرحمن في قول، وخير بن نعيم قاضي مصر، وأبو مسلم صاحب الدعوة مقتولاً، والربيع بن أنس في قول، وعاصم بن كليب في قول خليفة وغيره، ومنصور بن عبد الرحمن الأشل، وواهب بن عبد الله المعافري، ويزيد بن أبي زياد في قول، ويعقوب بن زيد بن طلحة المدني، وابن المقفع قتله والي البصرة.
وفيها في أولها بلغ أهل الشام موت السفاح فبايع أهل دمشق هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية، قام بأمره، فيما قيل، عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، فلما أظلهما صالح بن علي بالجيوش هربا، وكان عثمان قد استعمله عبد الله بن علي على أهل دمشق، فخرج وسب بني العباس على منبر دمشق، ثم إنه قتل.
ودخل المنصور دار الإمرة بالأنبار فوجد عيسى بن موسى ابن عمه قد بذر الخزائن فجدد الناس له البيعة ومن بعده لعيسى، وأما عمه عبد الله بن علي فإنه أبدى أن السفاح قال: من انتدب لمروان الحمار فهو ولي عهدي من بعدي وعلى هذا خرجت، فقام عدة من القواد الخراسانية فشهدوا بذلك، وبايعه حميد بن قحطبة، ومخارق بن الغفار، وأبو غانم الطائي، والقواد، فقال المنصور لأبي مسلم الخراساني: إنما هو أنا وأنت فسر نحو عبد الله، فسار بسائر الجيش من الأنبار وعلى مقدمته مالك بن الهيثم الخزاعي ومعه الحسن بن قحطبة، وأخوه حميد كان فارق عبد الله لما تنكر له، وخشي عبد الله أن الخراسانية الذين معه لا تنصح فقتل منهم بضعة عشر ألفاً، أمر صاحب شرطته فقتلهم بخديعة، ثم نزل نصيبين وخندق على نفسه، وأقبل أبو مسلم فنزل بقرب منه، ثم نفذ إليه: إني لم أؤمر بقتالك