سلامٌ على وادي الغضا ما تناوحتْ على ضفَّتيه شمألً وجنوبُ أحمل أنفاسي الخزامى تحيةً إذا آن منها بالعشي هبوبُ لعمري لأن شطت بنا غربة النوى وحالت صروفٌ دوننا وخطوبُ وما كل رمل جئته رملٍ عالجٍ ولا كل ماء عمت فيه شروبُ رعى اللَّه هذا الدهر كل محاسني لديه وإن كثرتُهن ذنوبُ وكان فيه مزاح ودعابة. طاب وعظه لأهل واسط لما دخلها، فسألوه أن يجلس في الأسبوع مرتين، فكان كلما عيَّن يومًا يحتجون بأن القراء يكونون مشغولين، فقال: لو عرفت هذا كنت جئت معي بيومٍ من بغداد.
تُوفي ببغداد في ثامن عشر ربيع الأول.
٣٨ - المبارك بن فارس، أبو منصور الماوردي.
حدَّث بدمشق في هذه السنة عن قاضي المرستان بنسخة الأنصاري.
سمع منه بَدَل التبريزي.
٣٩ - محمود بن أحمد بن علي بن أحمد، أبو الفتح المحمودي البغدادي الجعفري الصوفي، ابن الصابوني. من ساكني الجعفرية.
كان من أجلاء الشيوخ. ولد سنة خمسمائة تقريبًا، وقرأ بالروايات على أبي العز القلانسي. وسمع الحديث من أبي القاسم بن الحُصين، وأبي بكر المزرفي، وعلي بن المبارك بن نغوبا، وأبي البدر الكرخي. وصحب: أبا الحسن علي بن مهدي البصري الصوفي، وحماد بن مسلم الدباس.
وكان له رباط ببغداد. ثم إنه سافر إلى مصر وسكنها، وروى بها الكثير؛ حدَّث عنه ابنه علم الدين، وابن المفضل الحافظ، وجماعة.
ولقبه جمال الدين. وهو منسوب إلى جد أمه شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني، وقيل لجده أبي جعفر علي بن أحمد المحمودي، لاتصاله بالسّلطان محمود بن محمد بن ملكشاه.
ولما قدم أبو الفتح هذا دمشق نزل إلى زيارته السّلطان نور الدّين