للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حططت رحل الرجل، ألا أنزلته، قال: قلت له فأبى، فقال العلاء: انزل - رحمك الله -، فقال: أخلني، فدخل العلاء منزله وقال: يا أسماء تحولي إلى المنزل الآخر، ودخل الرجل وبشره برؤياه، ثم خرج، فركب، قال: وقام العلاء فأغلق بابه وبكى ثلاثة أيام، أو قال: سبعة أيام، لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا ولا يفتح بابه، فسمعته يقول في خلال بكائه: أنا أنا، وكنا نهابه أن نفتح بابه، وخشيت أن يموت، فأتيت الحسن، فذكرت ذلك له، فجاء فدق عليه، ففتح - وبه من الضر شيءٌ الله به عليم - وكلمه الحسن، ثم قال: رحمك الله ومن أهل الجنة - إن شاء الله - أفقاتلٌ نفسك أنت! قال هشام: فحدثنا العلاء لي وللحسن بالرؤيا، وقال: لا تحدثوا بها ما كنت حيا.

وقال قتادة، عن العلاء بن زياد، قال: ما يضرك شهدت على مسلم بكفرٍ أو قتلته.

وقال هشام بن حسان: كان قوت العلاء بن زياد رغيفا كل يوم، قال: وكان يصوم حتى يخضر، ويصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس والحسن، فقالا: إن الله لم يأمرك بهذا كله، فقال: إنما أنا عبدٌ مملوكٌ لا أدع من الاستكانة شيئا إلا جئته.

وقال هشام بن حسان، عن أوفى بن دلهم، قال: كان للعلاء بن زياد مالٌ ورقيقٌ، فأعتق بعضهم وباع بعضهم، وتعبد، وبالغ، فكلم في ذلك، فقال: إنما أتذلل لله لعله يرحمني.

قلت: علق البخاري في تفسير حم المؤمن قولا في: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}

وروى حميد بن هلال، عن العلاء بن زياد قال: رأيت في النوم الدنيا عجوزا شوهاء هتماء، عليها من كل زينة وحلية، والناس يتبعونها، فقلت: ما أنت؟! قالت: الدنيا، قلت: أسأل الله أن يبغضك إلي. قالت: نعم إن أبغضت الدراهم.

١٦٧ – م د ت ن: العيزار بن حريث العبدي الكوفي

روى عن ابن عباس، والنعمان بن بشير، والحسين بن علي، وعروة

<<  <  ج: ص:  >  >>