للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال قبيصة: ما رأيت أحدا أكثر ذكرا للموت من سفيان.

وقال أبو نعيم: كان سفيان يذكر الموت فلا ينتفع به أياما.

وقال يوسف بن أسباط: كان سفيان طويل الحزن، كان يبول الدم من حزنه وفكرته.

وقال عصام بن يزيد جبر: ربما كان يأخذ سفيان في التفكر، فينظر إليه الناظر فيقول: مجنون.

وقال عطاء الخفاف: ما لقيت سفيان إلا باكيا، فقلت: ما شأنك؟ فقال: أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيا.

قال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: العالم طبيب الدين، والدرهم داء الدين، فإذا جر الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره؟

وقال أبو أسامة، سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت، لكنه علة يتشاغل به.

قلت: طلب الحديث قدر زائد على طلب العلم، وهو لقب لأمور عرفية قليلة المدخل في العلم، فإذا كان فنون عديدة من علم الآثار النبوية بهذه المثابة، فما ظنك بطلب علم الجدل والعقليات والمنطق اليوناني؟ آه، واحسرتاه على قلة من يعرف دين السلام كما ينبغي، وما أحل في القليل المتعين، إذا كان مثل سفيان يود أن ينجو من علمه كفافا، فما نقول نحن؟! واغوثاه.

قال الخريبي: سمعت سفيان يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث.

وسمعه الفريابي يقول: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت فيه النية.

قال ابن عيينة: لم يكن مثل ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.

وقال أبو خالد الأحمر: شبع سفيان ليلة فقال: إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله، فقام حتى أصبح.

<<  <  ج: ص:  >  >>