٣٧٤ - محمد بن محمد بن إبراهيم، الزَّاهد أبو طاهر ابن محمويه العبدي البصري الثقة.
ممن أجاز للسِّلفي من البصرة، ومات قبل رحلة السلفي إلى البصرة بشهر، وهو أحد الربيعين من سنة خمس مائة، وله إحدى وسبعون سنة.
وكان صاحب أصول صحيحة، يروي عن ابن غسان نحو مائة جزء، وعن محمد بن محمد البازكلي كذلك، وأعلى ما له حديث أبي خليفة الجُمَحي.
٣٧٥ - المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم بن أحمد، أبو الحسين البغدادي الصيرفي المعروف بابن الطيوري.
قال السمعاني: كان محدثا مكثرا صالحا أمينا، صدوقا، صحيح الأصول، صيِّنًا، ورعا، حسن السَّمْتِ، وقورا، كثير الكتابة، كثير الخير، سمع الناس بإفادته من الشيوخ، ومتَّعه الله بما سمع حتى انتشرت عنه الرواية وصار أعلى البغداديين سماعا.
سمع أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم الحرفي، وأبا الفرج الطناجيري، وأبا الحسن العتيقي، وأبا محمد الخلال، وعلي بن أحمد الفالي، ومحمد بن علي الصوري، والعشاري، وخلقا، ورحل فسمع بالبصرة أبا علي الشاموخي، وغيره.
قال السمعاني: أكثر عنه والدي، وحدثنا عنه أبو طاهر السنجي، وأبو المعالي الحلواني بمرو، وإسماعيل بن محمد بأصبهان، وخلق يطول ذكرهم.
وكان المؤتمن الساجي سيئ الرأي فيه، وكان يرميه بالكذب ويصرح بذلك، وما رأيت أحدا من مشايخنا الثقات يوافقه، فإني سألت جماعة مثل عبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، وغيرهما، فأثنوا عليه ثناء حسنا، وشهدوا له بالطلب والصدق والأمانة، وكثرة السماع، وسمعت سلمان بن مسعود الشحام يقول: قدم علينا أبو الغنائم ابن النرسي، فانقطعنا عن مجلس ابن الطيوري أياما، واشتغلنا بالسماع منه، فلما مضينا إلى ابن الطيوري قال لنا: لم انقطعتم عني هذه الأيام؟ قلنا: قدم شيخ من الكوفة كنا نسمع منه، قال: فأيش