ولد في المحرم سنة عشر وستمائة بحلب، وبها نشأ واشتغل، وقرأ الفقه. وسمع من أبي الحسن بن روزبة، ومكرم بن أبي الصقر، والعلم ابن الصابوني، ووالده شهاب الدين، والعز ابن رواحة، وعبد الرحمن بن أبي القاسم الصوري. وأجاز له المؤيد الطوسي، وعبد المعز الهروي، وزينب الشعرية، والقاسم ابن الصفار، وأبو المظفر عبد الرحيم ابن السمعاني، وأخوه محمد، وشهاب الحاتمي، وأحمد بن شيرويه الديلمي، وإسماعيل بن عثمان القارئ، والافتخار الهاشمي الحلبي، والمحب أبو البقاء العكبري، وسعيد بن الرزاز، وأحمد بن سلمان ابن الأصفر، وطائفة.
ودرس بالشامية الجوانية بدمشق مدة، وكان يورد الدرس إيرادًا مليحًا، وكان فيه جودة وتواضع. وهو من كبار شيوخنا المسندين، سمعت منه عدة أجزاء. وقد حدث: بصحيح مسلم والموطأ وغير ذلك.
توفي في سلخ ربيع الأول، ودفن من الغد بتربتهم عند حمام النحاس.
٣٥٧ - محمد بن عبد الكريم بن عبد الغفار، النهاوندي، ثم المكي.
سمع من ابن الجميزي بمكة، مات في المحرم، ودفن بالمعلى.
٣٥٨ - محمد بن عبد الملك بن عمر، الشيخ الإمام، الزاهد، العابد، القدوة، شرف الدين الأرزوني.
شيخ مشهور بالصلاح، تام الشكل، أسمر، مهيب، جليل، قليل الشيب، مليح العمامة والبزة، صاحب سمت وهدي ووقار. صحب الكبار وتعبد وانقطع. وكان صحيح البنية، محكم التركيب. إذا رآه الشخص اعتقده كهلاً، فإذا تميزه رآه كبير السن كامل العقل، إلا أنه كان يقول: إنه جاوز المائة. وذاك بعيد، لكنه كان من أبناء الثمانين. وكان له زوايا في أماكن.
توفي في ثالث جمادى الآخرة، ودفن إلى جانب قبر الشيخ تقي الدين ابن الواسطي بتربة الشيخ الموفق. وكانت جنازته مشهودة - رحمه الله - وذكر لي