للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأردنا أن نستمتع ونعزل، فسألنا رسول الله فقال: لا عليكم أن لا تفعلوا، ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون. متفق عليه عن قتيبة عن إسماعيل (١).

[تزويج رسول الله بجويرية]

وقال يونس، عن ابن إسحاق (٢): حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت: لما قسم رسول الله سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله تستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها، وقلت: سيرى منها مثل ما رأيت. فلما دخلت على رسول الله قالت: أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، وقد كاتبت فأعني. فقال: أو خير من ذلك، أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. فقالت: نعم. ففعل رسول الله فبلغ الناس أنه قد تزوجها، فقالوا: أصهار رسول الله . فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. وكان اسمها برة فسماها رسول الله جويرية.

وقال يونس، عن ابن إسحاق (٣)، حدثني محمد بن يحيى بن حبان، وعبد الله ابن أبي بكر، وعاصم بن عمر بن قتادة، في قصة بني المصطلق: فبينا النبي مقيم هناك، إذ اقتتل على الماء جهجاه بن سعيد الغفاري أجير عمر، وسنان بن زيد (٤). قال: فحدثني محمد بن يحيى أنهما ازدحما على الماء فاقتتلا، فقال سنان: يا معشر الأنصار. وقال جهجاه: يا معشر المهاجرين. وكان زيد بن أرقم ونفر من الأنصار عند عبد الله بن أبي، يعني


(١) البخاري ٥/ ١٤٧ - ١٤٨، ومسلم ٤/ ١٥٧، ودلائل النبوة ٤/ ٤٩.
(٢) ابن هشام ٢/ ٢٩٤ - ٢٩٦، ودلائل النبوة ٤/ ٤٩ - ٥٠.
(٣) ابن هشام ٢/ ٢٩٠ - ٢٩٣، ودلائل النبوة ٤/ ٥٢ - ٥٣.
(٤) هكذا في النسخ والدلائل، والمحفوظ أنه سنان بن وبر، كما في ابن هشام، والواقدي، وغيرهما.