وجلس للواعظ، وأظهر مذهب الأشعري، وناظر عليه، وتعصب على الحنابلة وبالغ.
وقال ابن الأثير: أصابه إسهال فمات، فقيل: إن الحنابلة أهدوا له حلواء، فأكل منها فمات هو وكل من أكل منها.
وقال سبط ابن الجوزي: كان شابًا، حسن الصورة، فصيحًا، مليح الإشارة والعبارة بالغ في ذم الحنابلة، وقال: لو كان لي أمر لوضعت عليهم الجزية. فيقال إنهم دسوا عليه امرأة جاءته في الليل بصحن حلوى مسموم، وقالت: هذا يا سيدي من غزلي. فأكل هو وامرأته وولد له صغير، فأصبحوا موتى.
وقال ابن خلكان في اسمه: محمد بن محمد بن محمد بن سعد، أبو منصور البروي، صاحب التعليقة المشهورة في الخلاف، وكان من أكبر أصحاب محمد بن يحيى، وله جدل مليح مشهور، أكثر اشتغال الفقهاء به، وشرحه تقي الدين منصور بن عبد الله المصري المعروف بالمعتز شرحًا مشبعًا. ودخل البروي بغداد فصادف قبولًا وافرًا، وتوفي بعد أشهر.
٢٧٤ - المبارك بن محمد بن المعمر، أبو المكارم الباذرائي، الرجل الصالح.
سمع من نصر بن البطر، وأحمد بن علي الطريثيثي، ومحمد بن عبد العزيز الخياط، وعلي بن عبد الرحمن الجراح، وأبي الحسن ابن العلاف، وغيرهم.
قال الشيخ الموفق: شيخ صالح ضعيف، أكثر أوقاته مستلق على قفاه، وكان يسألنا عن الصلاة قاعدًا لعجزه.
قلت: روى عنه تميم البندنيجي، والحافظ عبد الغني، وعبد القادر الرهاوي، والشيخ الموفق، وعلي بن ثابت الطالباني، وأبو طالب بن