وقال: لم أر مثله في طريقته من الطراز الأول، روى عن: أبي الحسين ابن المهتدي بالله.
٣٢٢ - إبراهيم بن الفضل، أبو نصر الأصبهاني البأار المفيد.
قال ابن السمعاني: رحل، وسمع، ونسخ، وجمع، وما أظن أن أحدًا بعد محمد بن طاهر المقدسي رحل وطوف مثله، أو جمع كجمعه، إلا أن الإدبار لحقه في آخر الأمر، وكان يقف في أسواق أصبهان، ويروي من حفظه بالسند، وسمعت أنه يضع في الحال، سمع: أبا الحسين ابن النقور، وعبد الرحمن بن منده، وأخاه أبا عمرو عبد الوهاب بن منده، والفضل بن عبد الله بن المحب، وأبا عمرو المحمي، وأبا إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام، وخلقًا من معاصريهم، قال لي إسماعيل بن الفضل الحافظ: أشكر الله كيف ما لحقت إبراهيم البأار، وأساء الثناء عليه، توفي البأار سنة ثلاثين.
وروى عنه جزءًا من حديثه: يحيى الثقفي، وداود بن سليمان بن أحمد ابن نظام الملك، وأبو طاهر السلفي، وقال: كان يسمى بدعلج، له معرفة، وسمعنا بقراءته كثيرًا، وغيره أرضى منه.
وقال معمر بن الفاخر: رأيت إبراهيم البأار واقفًا في السوق، وقد روى أحاديث منكرة بأسانيد صحاح، فكنت أتأمله تأملًا مفرطًا، ظنًا مني أنه الشيطان على صورته، قال: وتوفي في شوال.
قلت: كان أبوه يحفر الآبار.
قال ابن طاهر المقدسي: حدثته عن مشايخ مكيين ومصريين، فبعد أيامٍ بلغني أنه حدث عنهم، فبلغت القصة إلى شيخ البلد، أبي إسماعيل الأنصاري، فسأله عن لقي هؤلاء بحضرتي، فقال: سمعت مع هذا، فقلت: ما رأيته قط إلا هنا، قال الشيخ: حججت؟ قال: نعم، قال: فما علامات عرفات؟ قال: دخلناها بالليل، قال: يجوز، فما علامة منى؟ قال: كنا بها بالليل، قال: ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ لم يصبح لكم الصبح؟ لا بارك الله فيك، وأمر بإخراجه من