على أبي عمران بن أبي تليد، وسمع الموطأ من القاضي عياض.
قال الأبار: وولي قضاء سبتة فشكر. وكان من سروات الرجال، فقيهًا، مبرزًا، وأديبًا كاملًا، حسن البزة، لين الجانب، صبورًا على التسميع، جمع بين جامع الترمذي ووسنن أبي داود، ورحل الناس إليه لعلو روايته. ولم يكن له سماع كثير.
قال: ولد بشريش في نصف ربيع الأول سنة اثنتين، وفي ذي قعدتها أجاز له الخولاني.
وتوفي بإشبيلية في نصف رجب.
قلت: روى عنه أحمد بن محمد النباتي ابن الرومية، وإبراهيم بن قسوم اللخمي، وأبو سليمان داود بن حوط اللَّه، ومحمد بن عبد اللَّه ابن القرطبي، ومحمد بن عبد النور الإشبيلي، ومحمد بن عامر الفهري، ومحمد بن محمد اللوشي الجياني، ومحمد بن إسماعيل بن خلفون الأويني الحافظ، ومحمد بن عبد اللَّه ابن الصفار الضرير، وعبد الغني بن محمد الغرناطي الصيدلاني، وأبو الخطاب عمر بن حسن الكلبي ابن دحية، وأخوه عثمان، وخلق كثير.
وكان مسند الأندلس في وقته.
وزرقون: هو لقب جدهم سعيد.
٢٢٩ - محمد بن عبد اللَّه بن يحيى بن فرج ابن الجد، أبو بكر الفهري، الإشبيلي الحافظ، أصله من لبلة.
سمع أبا الحسن بن الأخضر، وبحث عليه كتاب سيبويه، وأخذ عنه كتب اللغات، وسمع صحيح مسلم من أبي القاسم الهوزني، ومن أبي الحسن شريح، وأبي بكر ابن العربي، وكان لا يحدث عنهما.
ولقي بقرطبة أبا محمد بن عتاب، وأبا الوليد بن رشد، وأبا بحر بن العاص.
وبرع في الفقه والعربية، وانتهت إليه الرياسة في الحفظ والفُتيا، وقدم للشورى مع أبي بكر ابن العربي ونظرائه، سنة إحدى وعشرين. وعظم جاهه وحرمته مع أنه امتحن في كائنة لبلة، وقيد وسجن.
وكان في وقته فقيه الأندلس، وحافظ مذهب مالك. واستفاد ثروة عظيمةً ودنيا واسعة؛ ولم يكن الحديث من شأنه، معه أن إسناده فيه عال، وإليه كانت رياسة بلده.