للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن سعيد - كذا سماه - فقيه متقن. كان مقدمًا على فقهاء الحضرة؛ لأنهم في تلك البلاد يميزون فقهاء الجند، فهم رؤساء ونقباء يراجعونهم في مصالحهم، وإليهم القسمة والتفرقة عليهم فيما يصل إليهم من وظائفهم، ولكل قوم منهم موضع مقرر للجلوس بدار السلطان، ولأكثرهم أرزاق مقررة على بيت المال؛ إذ لا مدارس هناك ولا أوقاف إلا أوقاف المساجد. وكان هذا الفقيه حسن السيرة مع أصحابه، مشتغلًا بمنافعهم، كثير المعارف، حسن الأخلاق، جالسته كثيرًا. وله مشاركة في بعض الرياضي، ويقرئ الطب والحساب.

٦ - أحمد بن علي بن محمد بن حيان، أبو العباس الأسدي، الكوفي.

سمع أبا البركات عمر بن إبراهيم العلوي، وأبا الحسن محمد بن غبرة. روى عنه الدبيثي (١)، وغيره. وتوفي في رمضان.

٧ - أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الأزجي، الكاتب، أبو عبد الله الدنباني (٢).

حدث عن أبي الفضل الأرموي، ومات في شوال.

٨ - إبراهيم بن سلامة بن نصر المقدسي.

سمع أبا المعالي بن صابر. روى عنه الحافظ الضياء، وقال: تزوج على زوجته، فسحر واختل عقله، وبقي يريد يلقي نفسه في المصانع، وكان أهله لا يكادون يغفلون عنه، ثم غفلوا عنه فقتل نفسه. قاتل الله من آذاه.

رئيت له منامات حسنة.

٩ - أسعد بن أحمد بن محمد، الفقيه أبو البركات البلدي الحنبلي ثم الشافعي.


= ٥٩٣ هـ وعاش في بلاط ملك مراكش يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن وظل هناك إلى سنة ٦٠٠ هـ (انظر كتابنا: الذهبي، ص ٤٠٨).
(١) في تاريخه، الورقة ١٧٦ (شهيد علي).
(٢) في تكملة المنذري (٢/ الترجمة ٩٠٦) وتاريخ ابن الدبيثي (الورقة ١٠٦): الدنبان.
وتصحف في لسان الميزان (١/ ٢٢٩) إلى: الدينار. ونسبه الذهبي في المشتبه ٢٩٤: الدنبائي. وهو وهم منه، وصوابه بنون من غير همز، وقد استدرك ذلك ابن ناصر الدين في توضيحه (٤/ ٧٥) وقال: "لأنه نسب إلى جده".