ابن الأشج، وخلف بن القاسم، وهاشم بن يحيى، ورحل سنة إحدى وثمانين، فسمع من ابن أبي زيد رسالته، وسمع بمصر من أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة.
وكان معتنيا بالآثار، ثقة، خيرا، فاضلا، متواضعا، دعي إلى الشورى فأبى. حدَّث عنه خلق منهم أبو مروان الطبني، وأبو عبد الرحمن العقيلي، وأبو عبد الله بن عتاب، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فرج.
قلت: رواية أبي محمد بن عتاب، عنه بالإجازة، وكان بقية المحدثين بقرطبة. مات في آخر جمادى الأولى عن نيف وثمانين سنة، وهو آخر من كان يروي عن الأصيلي، وغيره.
٢٧٣ - محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران، أبو بكر الأصبهاني البقال.
سمع أبا الشيخ، وعنه أبو عليّ الحداد.
٢٧٤ - محمد بن عليّ بن محمد، أبو الخطاب البغدادي الشاعر المعروف بالجبلي.
سمع من عبد الوهاب الكلابي بدمشق. روى عنه الخطيب، وأثنى عليه بمعرفة العربية والشعر.
وقد مدحه أبو العلاء بن سليمان بقصيدة مكافأة لمديحه إياه، مطلعها:
أشفقتُ من عِبء البقاء وعابه ومللتُ من أريِ الزمان وصابه وأرى أبا الخطاب نالَ من الحجى حظاَ زواه الدهر عن خطابه ردّت لطافته وحدّة ذهنه وحش اللغاتِ أو أنسا بخطابهِ وكان أبو الخطاب مفرط القصر، وهو رافضي جلد.