للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم جهز السلطان ألفي فارس عليهم خمارتكين، وانضاف معهم سرايا ابن منيع الخفاجيّ، فلم يشعر البساسيري ودبيس بن مزيد إلا والعسكر قد وصل إليهم في ثامن ذي الحجة. فثبت البساسيريّ والتقاهم بجماعته اليسيرة، فأسر من أصحابه أبو الفتح بن ورّام، ومنصور، وبدران، وحمّاد، بنو دبيس، وضرب قريش البساسيريّ بنشابة، وأراد هو قطع تجفافه ليخف الهزيمة فلم ينقطع، وسقط عن فرسه، فقتله دوادار عميد الملك، وحمل رأسه على رمح، وطيف به ببغداد، وعلّق قبالة باب النُّوبيّ فلله الحمد.

وفيها أقرّ السّلطان طغرلبك مملاّن بن وهسودان على ولاية أبيه بأذربيجان.

وفيها كان عقد الصُّلح بين السّلطان إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة، وبين السّلطان جغربيك أخو طغرلبك، وكتبت النُّسخ بذلك بعد حروب كثيرة، حتى كل كلّ واحد من الفريقين. فوقع الاتفاق والأيمان، وفرح الناس.

ثمّ لم ينشب جغربيك صاحب خراسان أن توفّي في رجب من السّنة وقيل: توفّي في صفر سنة اثنتين.

وفي سنة إحدى عزل أبو الحسين ابن المهتدي بالله عن خطابة جامع المنصور لكونه خطب للمستنصر العبيديّ بإلزام البساسيريّ، وولي مكانه الحسن بن عبد الودود ابن المهتدي بالله.

وفي هذا الوقت كان مسند العراق: الجوهريّ.

ومسند خراسان: أبو سعد الكنجروذيّ.

ومسندة الحرم: كريمة المروزية.

والرفض غالٍ في الشّام ومصر، وبعض المغرب. فلله الأمر.

سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

حاصر محمود ابن شبل الدّولة الكلابيّ حلب، ثمّ رحل عنها. ثمّ حاصرها، فافتتح البلد عنوةً، وامتنعت القلعة. وأرسل من بها إلى المستنصر بالله، فندب للكشف عنها ناصر الدّولة أبا عليّ الحسين بن حمدان. فسار بعسكر من دمشق، فنزح عن حلب محمود، ودخلها ابن حمدان بعسكره فنهبوها. ثمّ التقى الفريقان بظاهر حلب، فانهزم ابن حمدان، وتملَّك محمود حلب ثانياً، واستقام أمره، وقتل عمَّه معزَّ الدّولة، وتعرف بوقعة الفنيدق.

<<  <  ج: ص:  >  >>