المجالس وأنس المجالس نوادر وأبيات، ومنها كتاب جامع بيان العلم وفضله.
وقال القاضي عياض: صنف أبو عمر بن عبد البر كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد في عشرين مجلداً، وكتاب الاستذكار لمذاهب علماء الأمصار لما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار، وكتاب التقصي لحديث الموطأ، وكتاب الاستيعاب لأسماء الصحابة، وكتاب العلم، وكتاب الإنباه عن قبائل الرواة وكتاب الانتقاء لمذاهب الثلاثة علماء؛ مالك وأبي حنيفة والشافعي، وكتاب البيان في تلاوة القرآن، وكتاب الأجوبة الموعبة، وكتاب بهجة المجالس، وكتاب المعروفين بالكنى، وكتاب الكافي في الفقه، وكتاب الدرر في اختصار المغازي والسير، وكتاب القصد والأمم في أنساب العرب والعجم وأول من نطق بالعربية من الأمم، وكتاب الشواهد في إثبات خبر الواحد، وكتاب الاكتفاء في القراءات، وكتاب الإنصاف فيما في اسم الله من الخلاف، وكتاب الفرائض، وأشياء من الكتب الصغار.
قال أبو علي بن سكرة: سمعت أبا الوليد الباجي، وجرى ذكر ابن عبد البر، فقال: هو أحفظ أهل المغرب.
وقال الحافظ أبو علي الغساني: سمعت أبا عمر بن عبد البر يقول: لم يكن أحد ببلدنا مثل قاسم بن محمد، وأحمد بن خالد الجباب. قال الغساني: وأنا أقول إن شاء الله: إن أبا عمر لم يكن بدونهما، ولا متخلفاً عنهما.
وكان من النمر بن قاسط، طلب وتفقه ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي الفقيه، فكتب بين يديه، ولزم ابن الفرضي، وعنه أخذ كثيرا من علم الحديث. ودأب أبو عمر في طلب الحديث، وافتن به، وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس.
وكان مع تقدمه في علم الأثر، وبصره بالفقه والمعاني، له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر. جلا عن وطنه ومنشئه قرطبة، فكان في الغرب مدة،