في ربيع الأوّل قصد علاء الدّين خوارزم شاه الريّ، وكان قد عصى عليه نائبه بها، فحاصره وظفر به، وهمَّ بقتله، ثم حبسه.
وفيه نفّذ الخليفة إلى علاء الدّين خوارزم شاه تشريفًا وتقليدًا بما في يده من الممالك، فقبل الأرض ولبس الخلعة.
ثم سار وفتح قلعة من قلاع الإسماعيلية على باب قزوين، وحصر ألموت، ثم عاد، فوثبت الباطنية على وزيره نظام الملك مسعود بن علي فقتلوه.
وقتلت الإسماعيليّة في حصار الألموت رئيس الشّافعيّة صدر الدّين محمد ابن الوزّان.
وفيها تقدم بعمارة سور ثان على بغداد، وجدّوا في بنائه إلى أن فرع.
وفيها ولي سلطنة المغرب والأندلس محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بعد موت والده.
وفي وسط السّنة أخرج أبو الفرج ابن الجوزي من سجن واسط مكرَّمًا وتلقاه الأعيان، وخلع عليه وأذن له في الجلوس فجلس وكان يومًا مشهوداً.
وفيها كانت بخراسان الفتنة الهائلة للفخر الرّازيّ صاحب التّصانيف.
أنبأني ابن البزوريّ قال: سببها أنّه فارق بهاء الدّين صاحب باميان وقصد غياث الدّين الغوريّ خال بهاء الدّين، فالتقاه وبجله وأنزله، وبنى له مدرسة، وقصده الفقهاء من النواحي فعظم ذلك على الكرامية، وهم خلق بهراة وكان أشدّ النّاس عليه ابن عم غياث الدين وزوج بنته، وهو الملك ضياء الدين، فاتفق حضور الفقهاء الكراميّة، والحنفيّة والشّافعية، وفيهم فخر الدّين الرّازيّ، والقاضي مجد الدّين عبد المجيد بن عمر بن القدوة، وكان محترماً، إماماً، زاهداً، فتكلم الفخر، فاعترضه ابن القدوة، واتّسع الجدال والبحث وطال، فنهض السّلطان غياث الدين، واستطال الفخر على ابن القدوة بحيث إنّه شتمه وبالغ في إهانته، وانقضى المجلس، فشكا الملك ضياء الدّين إلى ابن عمّه ما جرى من الفخر بعد انقضاء المجلس، وذم الفخر ونسبه إلى الزندقة والفلسفة، فلم يحتفل السّلطان بقوله، فلمّا كان من الغد جلس ابن عمّ المجد