للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحضر السلطان سنجر محمد بن سليمان بن بغراخان نائب مرو، وملكه سمرقند، وبعثه إليها، وهو من أولاد الخانية بما وراء النهر، وأمه بنت السلطان ملكشاه، وسنجر خاله، فدفع عن مملكة آبائه، فقصد مرو، وأقام بها إلى الآن، فعظم شانه، وكثرت جموعه، إلا أنه انتصب له صاغو بك، وزاحمه في الملك، وجرت له معه حروب.

وفيها نازل المسلمون بلنسية، واسترجعوها من النصارى بعد أن بقيت في أيديهم ثمانية أعوام، فجدد محراب جامعها، ودامت دار إسلام إلى أن أخذتها النصارى المرة الثانية سنة ست وثلاثين وستمائة.

[سنة ست وتسعين وأربعمائة]

كان ينال بن أنوشتكين الحسامي من أمراء السلطان محمد، فسار هو وأخوه علي من جهة محمد إلى الري، وأقام الخطبة بها لمحمد وصادر أهلها، وعسف وعمل كل بخس، فورد إليه الأمير برسق من جهة السلطان بركياروق، فاقتتلا بظاهر الري، فانهزم ينال وسلك الجبال، وقتل خلق من أصحابه، فقدم بغداد في سبعمائة فارس، فأكرمه المستظهر بالله، واجتمع هو، وإيلغازي، وسقمان ابنا أرتق، وتحالفوا على مناصحة محمد، وساروا إلى سيف الدولة صدقة، فحلف لهم. ورجع ينال فظلم ببغداد وعسف، واستطال عسكره على العامة بالضرب والأذية البالغة والمصادرة، وتزوج هو بأخت إيلغازي، فبعث الخليفة إليه ينهاه عن الظلم، فلم ينته، وسار بعد أشهر إلى أوانا، فنهب وقطع الطريق، وأقطع القرى لأصحابه، ثم شعث باجسرا، وقصد شهرابان، فمنعه أهلها، فقاتلهم، فقتل بينهم طائفة، وسار، لا سلمه الله، إلى أذربيجان قاصداً مخدومه السلطان محمدا.

وكان قد ورد قبله إلى بغداد كمشتكين شحنة من قبل بركياروق، وكان بها أيضا شحنة لمحمد، وهو إيلغازي بن أرتق، فجرت فتنة، وترك الخطباء الدعوة للسلطان، واقتصروا على الدعاء للخليفة لا غير، وجاء سقمان نجدة لأخيه، فعاث وأفسد ونهب، واجتمع بأخيه فنهبا دجيلاً، ولم يبقيا على أحد،

<<  <  ج: ص:  >  >>